{ الموضوع الثامن الفقرة15 }
نكرر معكم يومياً حلقات ( أحكام الصيام ) من مواضيع دين و حكمة
أحيط علم سيادتكم أن هذا الموضوع
هو الموضوع الأخير فيما يخص صيام الفرض
و بعد ذلك سوف ننتقل إلىصيام التطوع
ما هو الوصال أخى المسلم ؟؟
الوصال هو صوم يومين فأكثر بلا فطر بينهما قصدا
فليس منه الأمساك عن الفطر بلا قصد
فعن أبى هريرة رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
قالوا : فانك تواصل يا رسول الله
أنى أبيت يطعمنى ربى و يسقينى
فأكلفوا من العمل ما تطيقون )
أخرجه مالك و أحمد و الشيخان
و المراد بقوله صلى الله عليه و سلم
أى : يعطينى قوة الطاعم والشرب
أى تكلفوا من الأعمال ما تطيقون
و عن أبى هريرة رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
قالوا : يا رسول الله أنك تواصل
( إنى لست مثلكم إنى أبيت يطعمنى ربى و يسقينى )
فواصل بهم النبى صلى الله عليه و سلم
يومين و ليلتين ثم رأوا الهلال
فقال النبى صلى الله عليه و سلم
( لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل بهم )
أخرجه أحمد و البخارى و مسلم
المنكل بهم أى كالمؤدب لهم على عدم قبولهم الرخصة فى عدم الوصال
و إنما نهى النبى صلى الله عليه و سلم
عن الوصال رحمة بهم لئلا يشق عليهم
و النهى للكراهة لا للتحريم عند الجمهور
ما واصل بهم الصوم يومين و ليلتين
و أجاز أحمد و بعض المالكية
الوصال إلى السحر أى إلى قرب الفجر
عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
( لا تواصلوا فأيكم أراد الوصال فليواصل حتى السحر )
هذا الجواز إنما يكون فى حق من لا يجد فى الوصال مشقة بالغة
و إلا كره له الوصال و ربما حرم عليه لوجود الضرر
لم يكلفنا من الاعمال ما لا نطيق
و هو جل شأنه يكره التشدد فى الدين و التوغل فى العبادة بلا رفق
يقول النبى صلى الله عليه وسلم
و لم يشاد الدين أحد إلا غلبه
و أستعينوا بالغدوة و الروحة و شئ من الدلجة )
سددوا أى ألزموا السداد و الرشاد فى أقوالكم و أفعالكم
قاربوا أى توسطوا فى الأمور كلها سواء كانت من العبادات أم من المعاملات
أبشروا أى توقعوا الخير فى الدنيا و الجنة فى الأخرة
أستعينوا بالله أى أطلبوا العون منه بالعبادة فى هذه الأوقات الثلاثة و هى
و شئ من الدلجة و هو جزء من الليل
و قد ذكر النبى صلى الله عليه و سلم
هذه الأوقات الثلاثة لحِكم سامية
و منها أن هذه الأوقات أوقات نشاط و فيها فتوح و أنشراح
و منها أن هذه الأوقات تذكر المؤمن العاقل بأول عمره و آخره و آخرته
فالغدوة تشبه أول مراحل العمر
و الدلجة تشبه الأخره فى ظلمتها و مخاوفها
هدانا الله و إياكم إلى صراطه المستقيم
بفضل الله و حمده من موضوع
و قد أشرت لكم أن هذا الموضوع
أنتظرونا فى الحلقة القادمة مع موضوع جديد من مواضيع
و لا تنسونا من صالح الدعوات لكل من شارك فى هذه المقالات
ما يطلع على الأسرار إلا أمين
و أنت تعطى نفسك حظها من المآكل و المشارب
و من خان هل يطلعه الملك على أسراره
فأستعمل الأفكار و عليه أنزل الأنوار
و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته