عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-18-2014, 10:12 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي الحلقة ( 715 ) من دين و حكمة - أحكام الصيام ( 15 )

( الحلقة رقم : 715 )
{ الموضوع الثامن الفقرة15 }
( أحكــام الصيــــام )
أخى المسلم
نكرر معكم يومياً حلقات ( أحكام الصيام ) من مواضيع دين و حكمة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أخى المسلم

أحيط علم سيادتكم أن هذا الموضوع

هو الموضوع الأخير فيما يخص صيام الفرض

و بعد ذلك سوف ننتقل إلىصيام التطوع

أما موضوع اليوم فهو :

النهى عن وصال الصوم


ما هو الوصال أخى المسلم ؟؟

الوصال هو صوم يومين فأكثر بلا فطر بينهما قصدا

فليس منه الأمساك عن الفطر بلا قصد

و هو منهى عنه


فعن أبى هريرة رضى الله عنه

أن النبى صلى الله عليه و سلم قال

( إياكم و الوصال )

قالها ثلاث مرات

قالوا : فانك تواصل يا رسول الله

قال

( أنكم لستم فى ذلك مثلى

أنى أبيت يطعمنى ربى و يسقينى

فأكلفوا من العمل ما تطيقون )

أخرجه مالك و أحمد و الشيخان


و المراد بقوله صلى الله عليه و سلم

فيطعمنى ويسقينى

أى : يعطينى قوة الطاعم والشرب

و المراد بقوله

فأكلفوا

بسكون الكاف و فتح اللام

أى تكلفوا من الأعمال ما تطيقون


و عن أبى هريرة رضى الله عنه

أن النبى صلى الله عليه و سلم قال

( لا تواصلوا )

قالوا : يا رسول الله أنك تواصل

قال

( إنى لست مثلكم إنى أبيت يطعمنى ربى و يسقينى )

فلم ينتهوا عن الوصال

فواصل بهم النبى صلى الله عليه و سلم

يومين و ليلتين ثم رأوا الهلال

فقال النبى صلى الله عليه و سلم

( لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل بهم )

أخرجه أحمد و البخارى و مسلم


المنكل بهم أى كالمؤدب لهم على عدم قبولهم الرخصة فى عدم الوصال


و إنما نهى النبى صلى الله عليه و سلم

عن الوصال رحمة بهم لئلا يشق عليهم

و النهى للكراهة لا للتحريم عند الجمهور

إذ لو كان النهى للتحريم

ما واصل بهم الصوم يومين و ليلتين


و أجاز أحمد و بعض المالكية

الوصال إلى السحر أى إلى قرب الفجر


عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه

أن النبى صلى الله عليه و سلم قال

( لا تواصلوا فأيكم أراد الوصال فليواصل حتى السحر )

أخرجه أحمد و البخارى


أخى المسلم

هذا الجواز إنما يكون فى حق من لا يجد فى الوصال مشقة بالغة

و إلا كره له الوصال و ربما حرم عليه لوجود الضرر

و الله سبحانه و تعالى

لم يكلفنا من الاعمال ما لا نطيق

و هو جل شأنه يكره التشدد فى الدين و التوغل فى العبادة بلا رفق


يقول النبى صلى الله عليه وسلم

( أن هذا الدين يسر

و لم يشاد الدين أحد إلا غلبه

فسددوا و قاربوا و أبشروا

و أستعينوا بالغدوة و الروحة و شئ من الدلجة )


سددوا أى ألزموا السداد و الرشاد فى أقوالكم و أفعالكم

قاربوا أى توسطوا فى الأمور كلها سواء كانت من العبادات أم من المعاملات

أبشروا أى توقعوا الخير فى الدنيا و الجنة فى الأخرة

أستعينوا بالله أى أطلبوا العون منه بالعبادة فى هذه الأوقات الثلاثة و هى

الغدوة و هى أول النهار

الروحة و هو أخر النهار

و شئ من الدلجة و هو جزء من الليل


و قد ذكر النبى صلى الله عليه و سلم

هذه الأوقات الثلاثة لحِكم سامية


و منها أن هذه الأوقات أوقات نشاط و فيها فتوح و أنشراح

و منها أن هذه الأوقات تذكر المؤمن العاقل بأول عمره و آخره و آخرته


فالغدوة تشبه أول مراحل العمر

و الروحه تشبه أخر مراحله

و الدلجة تشبه الأخره فى ظلمتها و مخاوفها

فتأمل و أعتبر

هدانا الله و إياكم إلى صراطه المستقيم


أخى المسلم

بهذا نكون قد أنتهينا

بفضل الله و حمده من موضوع

النهى عن الوصال

و قد أشرت لكم أن هذا الموضوع

هو الموضوع الأخير من

صيام رمضان

أنتظرونا فى الحلقة القادمة مع موضوع جديد من مواضيع

دين و حكمة

و أحكام الصيام

و نبدأ فى صيام التطوع

و لا تنسونا من صالح الدعوات لكل من شارك فى هذه المقالات
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حـكـمـة الـيـوم
أخى فى الله


ما يطلع على الأسرار إلا أمين

و أنت تعطى نفسك حظها من المآكل و المشارب

حتى تملأ بيت الخلاء

أو يكفيك حب الدنيا

و من أحب الدنيا فقد خان

و من خان هل يطلعه الملك على أسراره

فأستعمل الأفكار و عليه أنزل الأنوار
و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته
هشام عباس محمود

رد مع اقتباس