ومضات سماح الإيمانية ( 016 )
ويا لعجائب هذه الهيبة القرآنية التي تتطامن على النفوس فتخبت لكلام
الله، وتتسلل الدمعات والمرء يداريها ويتنحنح، ويشعر المسلم فعلاً أن
نفسه ترفرف من بعد ما كانت تتثاقل إلى الأرض
وأطفالهم يتهافتون سراً لسماع القرآن،وصنديد جاء يفاوض
في حالة حرب ومع ذلك “كاد قلبه يطير” مع سورة الطور،
استنتصتوا بعضهم وتعجبوا وولوا إلى قومهم منذرين،
الذين يخشون ربهم ظهر الاقشعرار في جلودهم،
الصادقون فاضت عيونهم بالدمع،
دنت من السماء تتلألأ تقترب من قارئ في حرّات الحجاز
يتغنى في جوف الليل بالبقرة،
من لدن آدم إذا سمعوا كلام الله خروا إلى الأرض ساجدين باكين،
حين سمع الآية تصور عرصات القيامة ولحظة الشهادة على الناس
استوقف صاحبه ابن مسعود من شدة ما غلبه من البكاء..
كتابٌ هذا منزلته، وهذا أثره؛
هل يليق بنا يا أخي الكريم أن نهمله؟
وهل يليق بنا أن نتصفح يومياً عشرات التعليقات والأخبار والإيميلات
والمقالات، ومع ذلك ليس لـ(كتاب الله) نصيبٌ من يومنا؟
فهل كتب الناس أعظم من كتاب الله؟
وهل كلام المخلوقين أعظم من كلام الخالق؟!
لقد اشتكى رسول الله من كفار قومه حين وقعوا في صفةٍ بشعة،
فواحسرتاه إن شابهنا هؤلاء الكفار في هذه الصفة التي تذمر منها
رسول الله، وجأر بالشكوى إلى الله منها، يقول رسول الله في شكواه
{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا }