505 الحلقة03 من الجزء الرابع و الثلاثـون
الفَصَاحة
الفَصَاحة في الكتاب والسنة
قال الله تبارك وتعالى:
{ الرَّحْمَنُعَلَّمَالْقُرْآنَخَلَقَالْإِنْسَانَعَلَّمَهُالْبَيَانَ }
[ الرَّحمن: 1- 4 ]
قال الزَّمخشري:
[ ثمَّ ذكر ما تميَّز به من سائر الحيوان من الـبَيَان،
وهو المنطق الفَصِيح المعِرب عمَّا في الضمير ]
وقال ابن عطية:
[ البَيان النُّطق والفهم والإبانة عن ذلك بقول.
قاله ابن زيد والجمهور، وذلك هو الذي فضَّل الإنسان من سائر الحيوان ]
وقال السمرقندي:
[ عَلَّمَهُ الـبَيَان يعني: الكلام. ويقال: يعني: الفَصَاحة. ويقال: الفهم ]
وقال الله تعالى على لسان نبيه موسى عليه السَّلام :
{ وَأَخِيهَارُونُهُوَأَفْصَحُمِنِّيلِسَانًافَأَرْسِلْهُمَعِيَرِدْءًايُصَدِّقُنِي
إِنِّيأَخَافُأَنْيُكَذِّبُونِقَالَسَنَشُدُّعَضُدَكَبِأَخِيكَوَنَجْعَلُلَكُمَاسُلْطَانًا
فَلَايَصِلُونَإِلَيْكُمَابِآيَاتِنَاأَنْتُمَاوَمَنِاتَّبَعَكُمَاالْغَالِبُونَ }
[ القصص: 34-35 ]
قوله:
{ هُوَأَفْصَحُمِنِّيلِسَانًا }
أي: أحسن بيانًا عما يريد أن يبينه
{ فَأَرْسِلْهُمَعِيَرِدْءًا }
يقول: عونا
{يُصَدِّقُنِي }
أي يبين لهم عني ما أخاطبهم به
وقال أيضًا على لسانه
{وَاحْلُلْعُقْدَةًمِنْلِسَانِييَفْقَهُواقَوْلِي }
[ طه: 27-28 ]
قال الشَّافعي :
[ الفَصَاحة إذا استعملتها في الطَّاعة أشفى وأكفى في البَيَان،
وأبلغ في الإعذار، لذلك دعا موسى ربَّه،
فقال :
{وَاحْلُلْعُقْدَةًمِنْلِسَانِييَفْقَهُواقَوْلِي }
لما عَلِم أنَّ الفَصَاحة أبلغُ في البَيَان ]
وقال ابن المظفَّر الرَّازي:
[ طلب زيادة الفَصَاحة في تبليغ الرسالة ]
وقال السعدي:
[ أنَّ الفَصَاحة والبَيَان مما يعين على التَّعليم، وعلى إقامة الدَّعوة،
لهذا طَلَب موسى من ربِّه أن يحلَّ عقدة من لسانه؛
ليفقهوا قوله، وأنَّ اللُّثْغةلا عيب فيها إذا حصل الفهم للكلام ]