ليس هناك حدث يقبل على الإنسان –
وهو يعلم به - إلا ويستعد له فالطالب حين
يقترب الإمتحان تراه يستعد
والمقبل على زواج تراه يستعد
والمريد سفرا تراه يستعد فالإستعداد
أمر فطري وجميع المسلمين يستعدون لرمضان فعلا لكن : كيف ؟
من رحمة الله عز وجل بعباده أن جعل لهم مواسم للخير يكثر أجرها
ويعظم فضلها،حتى تتحفز الهمم للعمل فيها فتنال رضا الله وفضله
رمضان أحد أعظم هذه المواسم فهو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن،
شهر ينادى فيه :يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر
رمضان فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران ولله فيه عتقاء
لهذا فإن صيامه ركن من أركان الإسلام الخمسة وهو فرض
ومن أفطر فيه عامدا من غير عذر فقد عرض
نفسه لسخط الله وعقابه . إن رمضان لنعمة مسداة لنا
من الله جل شأنه فهل عرفنا قدرها ؟ انظر إلى كرامة الله لك
كيف أمد في عمرك حتى أدركته !
تذكر من كان معك فمات وسبقك وأنت بعده ولكن متى ؟
تذكر المرضى أيضا ممن هم حبيسي الفرش لا يقدرون
كان عليه الصلاة والسلام يبشر أصحابه بقدوم رمضان ويبين لهم
فضائله، ليحثهم على الإجتهاد في العمل الصالح .
حري بنا أن نحسن استقبال هذا الوافد الكريم، قبل أن يودعنا ويرتحل
عنا، ويكون حجة علينا يوم الدين .
فالمحروم من حرم نفسه فقصر في طاعة ربه في هذا الشهر المبارك .
تربى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم
على هذا الشعار وعاشوا بهذا الدعاء الخالد .
كانوا رضوان الله عليهم يسعون إلى رمضان شوقا
ويطلبون الشهر قبله بستة أشهر، ثم
يبكونه بعد فراقه ستة أشهر .
اللهم بلغنا رمضان نداء وحداء يدرك المسلم
دلالاته ، فيثير في نفسه الأشجان
والحنين إلى خير الشهور وأفضل الأزمنة .
فيعد المسلم نفسه للشهر المبارك
ويخطط له خير تخطيط فكيف يكون
الإستقبال الأمثل للشهر وكيف
تكون التهيئة المناسبة لقدوم الشهر
هل لنا أن نحافظ على شهرنا من عبث العابثين
وحقد الحاقدين وغفلة الغافلين ؟
لنبدأ معا خطوات صغيرة بسيطة
نصل بها إلى رمضان بإذن الله تعالى .