نقف وقفة بسيطة نستضيء فيها بنور آيتين من كتاب الله :
طالما سمعناها تتلى علينا وطالما قرأناها ولكن البعض منا لم يقف عندها
{ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ }
أن مسكينًا استطعم عائشة رضي الله عنها وبين يديها عنب فقالت لإنسان
عندها: خذ حبة فأعطه إياها فجعل ينظر إليها ويعجب فقالت
رضي الله عنها الفقيهة العالمة: "كم ترى في هذه الحبة
والذرّة ضربت في الآية مثلاً لكي
يعقل الناس ذلك فالله سبحانه وتعالى يحاسب الإنسان على القليل والكثير
إذن على المسلم أن يعلم علم اليقين أن العمل إذا كان لله مهما كان قليلاً
( لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق )
وسأسرد بعض الأحاديث والتي فيها أعمال قليلة يجازي الرب سبحانه
( بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق
فأخّره فشكر الله له فغفر له )
وهذا الفعل وإن كان قليلاً لكنه لا يضيع عند الله وهو من محاسن الأعمال
ففي الحديث: أنه صلي الله عليه وسلم قال:
( عُرضت عليّ أعمال أمتي حَسَنُها وسيئُها فوجدت
في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق )
( إن رجلاً لم يعمل خيرًا قط غير أنه إذا جاء عمّاله يأخذون
الأموال من الناس ووجدوا معسرًا قال: تجاوزوا عنه علّ الله
أن يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه" )
ويقول صلي الله عليه وسلم:
( بينما كلب يُطيف بِرَكيّة قد كاد يقتله العطش إذ رأته بغيّ
من بغايا بني إسرائيل فنزعت مُوقها فاستقت له به فسقته
فلا يحتقر المسلم أي معروف :
ولو كان يسيرًا فتمشي في حاجة أخيك تُنظر معسرًا تُيسّر على إنسانٍ أمرًا
من أمور حياته أو تشفع له شفاعة لا تضر بها أحدً تجده مثلاً متعطلاً في
الطريق فتعينه وتساعده أشياءً كثيرة من هذا القبيل لا حصر لها.
في المقابل لا تحتقر العمل السيء وإن كان قليلاً فإنّ عاقبته وخيمة فعن
عبدالله بن عمر رضي الله عنهما
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
( عُذبت امرأة في هرّة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار
لا هي أطعمتها ولا سقتها إذْ هي حبستها ولا هي تركتها