وحين نصبح في عمر السابعه :
تكون الأمان عند عودتنا من المدرسة
هي المرأة ونحن نمتص من كلامها وتصرفاتها مايبصم شخصيتنا..
تصبح الصديقة في لحظة والعدو عند الغضب لكننا لانستطيع النوم
نهرب منها لنؤكد استقلالنا في محاولات مضحكة
نواجهها بأنها جيل ونحن من جيل آخر!
لا نفرح بنجاحنا إلا من خلال فرحة عينيها ودمعة زهوها
قد نودعها لنلتحق ببعثة أو نظن أننا نسيناها إزاء حب
نخجل من قبلتها اوتوددها وحرصها ونتأفف لأننا لم نعد اطفالا يا امي !
ننشغل بزواجنا وابنائنا وقد نهاتفها أو نزورها
تجمعنا وعائلاتنا الصغيرة فنحاول ان نوازن بين انشغالنا عنها والبر بها
وفي الأربعين تداهمنا لحظات الصحو بين وقت وآخر :
اريد ان اعود الى حضنها واتذكر اكلاتها الشهية وكلماتها الظريفة..
فنكتشف فجأة اننا اصبحنا نسخة منها وماكنا نرفضه من توجيهاتها
نكرره مع أبنائنا وماكنا نغفله من حكمتها او نتجاهله من نصائحها
يداهمنا بقوة لأنه يجري في دمنا وفي ايقاع نبضاتنا ..
أمي ..أحبك في الصغر والكبر..
أنت الحضن والبوصلة وغيمة الأمان السارية فوق رأسي من المهد
الى اللحد اطال الله في اعمار أمهات أحبابنا وغفر الله لمن توفاهم
غلبتني دمعة .. انهمرت من عيني
فصددت وانفجرت باكياً من رحمته
يَا رب في كل دقيقه تمرّ على [ أمّي وأبي ] افتح لهما بآب راحة
لآ يسدّ وهبهما عطآيا كَجبل أحد واجعل الجنة لهمآ دآر خلد
الأم والاب يستطيعون العناية بـ 10 أبناء
ولكن 10أبناء أحياناً لايستطيعون العنايه بـ أم واحده واب واحد!
اللهم ارزقنا برهم في الحياة وفي الممات
وسامحنا إن أخطأنا في حقهم