{ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا }
{ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
قال ابن جرير في تفسير قوله تعالى:
{ أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا }
:قل فليس لي أن أتعدى حكمه وأتجاوزه لأنه لا حكم أعدل منه
والمعنى أفغير الله أطلب لكم حاكماً .
الحكم الحاكم ومنه المثل (في بيته يؤتى الحكم) وحقيقته هو الذي سلم
له الحكم ورد إليه فيه الأمر،
{ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
{ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }
{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ }
أي أما هو أحكم الحاكمين الذي لا يجور ولا يظلم أحداً .
وقال الحليمي معنى (الحكم):
وهو الذي إليه الحكم وأصل الحكم منع الفساد، وشرائع الله تعالى
وأما عن معنى الحكيم:فقد قال الزجاج:
الحكيم من الرجال يجوز أن يكون فعيلاً في معنى فاعل، ويجوز أن يكون
في معنى مفعل، والله حاكم وحكيم.
والأشبه أن تحمل كل واحد منهما على معنى غير معنى الآخر، ليكون
أكثر فائدة، فحكيم بمعنى محكم والله تعالى محكم للأشياء، متقن لها
{ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ }
الحكيم الذي لا يدخل تدبيره خلل ولا زلل.
حكيم فيما قضى بين عباده من قضاياه .
الحكيم في أفعاله وأقواله فيضع الأشياء في محالها بحكمته وعدله .
(الحكيم) ومعناه الذي لا يقول ولا يفعل إلا الصواب، وإنما ينبغي
أن يوصف بذلك لأن أفعاله سديدة، وصنعه متقن، ولا يظهر الفعل
المتقن السديد إلا من حكيم، كما لا يظهر الفعل على وجه الاختيار
إلا من وحي عالم قدي