النسمة السادسة والعشرون
في هذه الأيام، أيام رمضان تهل علينا نفحات ربكم، تهب علينا رحمات ربكم،
تظللنا نسمات القرآن، وتعطرنا روائح الصيام، وتغمرنا نفحات القيام،
نفحات الله عز وجل تأتيك، تمر علي قلبك المكدود، تجري فيه الدماء،
وتبعث فيه الروح، وتجدد فيه الحياة، لعله يفيق، لعله يتذكر، لعله ينطلق،
لعله يتعرض لنفحات الله عز وجل نفحات ورحمات، ثلاثون يوم بثلاثين ليلة،
كل يوم بليلته يناديكم ياباغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر،
ياعشاق الجنة تأهبوا ويا أحباب الرحمن ارغبوا،
يا نفوس الصالحين افرحي، ويا نفوس المتقين امرحي،
امرحي في عطاء الله، وافرحي برحمات الله، وارغبي في نفحات الله،
الله عز وجل يأتينا بنفحاته،
يجعل للمؤمنين محطات يتقلبوا عندها في طاعة الله،
فيغادرونها اقوي إيمانا، واصلب أعوادا، واصفي نفوسا، واطهر قلوبا،
واقدر علي مواجهة المحن والشدائد، فتتحقق فيهم المواساة والمساواة،
فينصرون المظلوم، ويواسون المكلوم، يشعرون بالفقراء والمساكين،
يكفلون الأيتام والمساكين، يعملون لله فيشترون
أين أنت من جنات ربك ؟ أين أنت من نفحات ربك ؟ هل تأهبت لرحماته ؟
هل تعرضت لنفحاته ؟ هل أعددت نفسك لموسم الطاعة ؟
هل دربت نفسك لاستقبال رمضان ؟