يامن ابتلاك الله اصبر واحتسب ولك الجنة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا ن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله
كل من لاقيته يشكو دهره *** ليت شعري هذه الدنيا لمن
إن هذه الدنيا لاتخلو من الأكدار ولا تصفو لأحدا أبدا ..ماهى إلا دار
امتحان وابتلاء ماسرت إلا وأحزنت ..وما أضحكت إلا وأبكت ..وما
{ لقد خلقنا الإنسان في كبد }
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ }
من الله عز وجل سنة جارية ..ماضية ولنا في رسلنا الكرام أسوة حسنة
فلقد ابتلى جميع الأنبياء وابتلى خير البشرية أعظم بلاء فما كان منهم
عليهم صلوات ربي وسلامه إلا أن صبروا واحتسبوا أجرهم عند الله
فمهما كانت مصيبتنا كبيرة وبلائنا عظيم فإن أشد بلاء الأنبياء ثم الذين
ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إن عظم البلاء مع عظم الجزاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم
فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط )
فالابتلاء دليل على محبة الله للعبد ففي الحديث الصحيح
قال النبي صلى الله عليه وسلم
( من يرد الله به خيرا يصب منه )
يامن ابتلاك الله بجسدك ..
يامن ابتلاك بمالك وولدك ..
ماابتلاك إلا لأنه يحبك ويريد أن يرفع قدرك في عليين
فقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم
( ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة
يريد أن يرزقك الجنة فإن الجنة لا تنال إلا بالمكاره
( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات )
أحبتي اسمعو معي قصة (امرأة من أهل الجنة )
قال بن عباس رضي الله عنهما
( ألا اريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت بلى قال هذه المرآة السوداء
أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أنى اصرع إني أتكشف
فادع الله لي قال: إن شئت صبرت ولك الجنة وان شئت دعوت الله
أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله لي
كيف آثرت الجنة على شفائها من ذاك المرض لما تعلم من أن الجنة
أعظم المطالب وأجل الغايات ولعلمها أن الدنيا حقيرة لا تساوي عند الله
جناح بعوضة ومهما عاشت فيها فأمدها قصير وهى إلى انقضاء وزوال
فيامن ابتلى في هذه الدنيا اعلم أن الله رحمك فكلما زاد الإيمان زاد الابتلاء
وكلما كان الابتلاء هينا الإيمان على قدره
أحبتي اصبروا واحتسبوا فلكم من الله البشرى في قوله
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ
وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155}
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156}
أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {157} }
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }
سبحان الله ..ما أعظمه من جزاء
قال الأوزاعي رحمه الله في تفسير هذه الآية
ليس يوزن لهم ولا يكال إنما يغرف لهم غرفا
اعلم أخي الكريم أختي الغالية
أن ما أصابك بقضاء من الله وقدره فهو أعلم بعباده واعلم أن الذي
يأتيك من رحيم فهو أرحم بك من نفسك ووالديك والناس أجمعين
فاحمد الله دائما وابدأ لأن البلاء أو المصيبة لم تكن في دينك
كما في دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ولا تجعل مصيبتنا في ديننا )
فأعظم مصيبة مصيبة الدين فالحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى
أسأل الله العلي القدير أن يحيني وإياكم الحياة الطيبة حياة السعداء
وان يرزقنا الصبر واليقين حتى نقضي هذه الحياة الدنيا والله راض عنا
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا