
08-02-2014, 10:14 PM
|
Administrator
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
|
|
نفحة يوم الجمعة
الأخت الزميلة / أمانى صلاح الدين
الأُخُوَّةُ الصادقة كلمةٌ أريْجُها يعطّر الأرجاء، وعبارةٌ تفيض بالحُبِّ والإخلاص والوفاء. أُخوةٌ من غير نَسَبٍ، وصادقةٌ لا تعرف الخداع والزيف والكذب. حُبٌّ في الله، وإخاءٌ لا لمصلحةٍ من مالٍ أو منصبٍ أو جاهٍ... هل افتقدنا هذه الكلمة في أيامنا؟ أم نحن كالذين سبقونا بحثوا عنها فلمْ يجِدوها، وجعلوا الخِلَّ الوفيَّ ثالثَ المستحيلات عندما قال أحدُهم: لما رأيتُ بَني الزّمانِ وما بِهِمْ خِلٌّ وفيٌّ للشَّدائدِ أصطفِيْ فَعَلِمْتُ أنَّ المستحيلَ ثلاثةٌ: الغولُ والعنقاءُ والخلُّ الوَفِيْ طبعاً لا أوافق هذا الشاعر على أنّ الخل الوفي من المستحيلات، ولكنْ يمكن أن أقول: إنه من النادرات، فقلَّما يَظْفِرُ به الإنسان، لذلك عندما يجده - ويكون حرًّا وفيًّا – عليه أن يتمسك بأذياله كما قال الشاعر: تمسّكْ إن ظفِرتَ بذيلِ حرِّ فإنَّ الحرَّ في الدنيا قليلُ وقد تلتقي بإنسانٍ لأول مرةٍ، فيغمرك إحساسٌ أنك تعرفه منذ زمن، ويدخل قلبَك من غير استئذانٍ، والعكس صحيحٌ، وما ذلك بعجيبٍ، فإنّ روحك قد ألفَتْ روحَه، أمّا الثاني الذي لم تستسغه، فربما يكون في روحَيكُما تنافرٌ لا إراديٌّ، إما أن يقوى مع مرور الزمن، وبعد التجربة والمعرفة، وإمَّا أن تحصل الألفة فيما بعد، وعلى كلِّ حالٍ، حديثُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم واضحٌ في ذلك وصريحٌ، فما تعارفَ مِنْها ائتلَفَ، وما تَناكرَ مِنْها اختلَفَ )
|