القول فيما أوتي هود عليه السلام
من كتاب البداية و النهاية لأبن كثير يرحمه الله
إنَّ الله تعالى أهلك قومه بالرِّيح العقيم وقد كانت ريح غضب ونصر الله
تعالى محمَّداً صلَّى الله عليه وسلَّم بالصبا يوم الأحزاب.
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً }
ثمَّ قال: حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق، حدَّثنا محمد بن إسحق بن خزيمة.
ح، وحدَّثنا عثمان بن محمد العثمانيّ، أنَّا زكريا بن يحي السَّاجيّ قالا:
حدَّثنا أبو سعيد الأشجّ، حدَّثنا حفص بن عتاب عن داود ابن أبي هند،
عن عكرمة، عن ابن عبَّاس قال: لمَّا كان يوم الأحزاب انطلقت الجنوب
إلى الشَّمال فقالت: انطلقي بنا ننصر محمَّداً رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
فقالت الشَّمال للجنوب: إنَّ الحرَّة لا ترى باللَّيل، فأرسل الله عليهم الصَّبا.
{ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا }
القول فيما أوتي صالح - عليه السَّلام:
فإن قيل فقد أخرج الله لصالح ناقة من الصَّخرة جعلها الله له آية وحجة
على قومه، وجعل لها شرب يوم ولهم شرب يوم معلوم.
قلنا: وقد أعطى الله محمَّداً صلَّى الله عليه وسلَّم مثل ذلك بل أبلغ، لأنَّ ناقة
صالح لم تكلِّمه، ولم تشهد له بالنُّبُّوة والرِّسالة، ومحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم
شهد له البعير بالرِّسالة، وشكى إليه ما يلقى من أهله من أنهم يجيعونه
ويريدون ذبحه، ثمَّ ساق الحديث بذلك كما قدَّمنا في (دلائل النبُّوة) بطرقه
وألفاظه وغرره بما أغنى عن إعادته هاهنا وهو في الصِّحاح والحسان،
والمسانيد، وقد ذكرنا مع ذلك حديث الغزالة، وحديث الضَّـب وشهادتهما
له صلَّى الله عليه وسلَّم بالرِّسالة كما تقدَّم التَّنبيه على ذلك والكلام فيه.
وثبت الحديث في الصَّحيح بتسليم الحجر عليه قبل أن يبعث، وكذلك سلام
الأشجار، والأحجار، والمدر عليه قبل أن يبعث صلَّى الله عليه وسلَّم.