لما جاءت رسل الله لوطا ظن أنهم ضيفان لقوه فأدناهم حتى أقعدهم قريبا
فجاء قومه يهرعون إليه ، فلما رآهم قال :
{ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي }
{ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ }
{ قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ }
فالتفت إليه جبريل عليه السلام فقال
{ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ }
قال : فطمس أعينهم فرجعوا وراءهم يركب بعضهم بعضا حتى خرجوا
إلى الذين بالباب فقالوا : جئناكم من عند أسحر الناس ، قد طمس أبصارنا
فانطلقوا يركب بعضهم بعضا ، حتى دخلوا القرية فرفعت في بعض الليل ،
حتى كانت بين السماء والأرض ، حتى إنهم ليسمعون أصوات الطير
في جو السماء ، ثم قلبت فخرجت الإفكة (1) عليهم ، فمن أدركته الإفكة ،
قتلته ومن خرج أتبعته ، حيث كان حجرا فقتلته ، قال : فارتحل ببناته
وهن ثلاث حتى إذا بلغ مكان كذا وكذا من الشام ، فماتت ابنته الكبرى ،
فخرجت عندها عين (2)، يقال لها الوَرِيّة ، ثم انطلق حيث شاء الله
أن يبلغ فماتت الصغرى ، فخرجت عندها عين ، يقال لها الرعزِيّة ،
فما بقي منهن إلا الوسطى »
رواه الحاكم في المستدرك 3275
وقال الحاكم : « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه »
« ولعل متوهما يتوهم أن هذا وأمثاله في الموقوفات وليس كذلك فإن
الصحابي إذا فسر التلاوة فهو مسند عند الشيخين »
يريد العذاب الذي أرسله اللّه عليهم فقَلب بها دِيارهم . يقال ائتفكتِ البَلدة
بأهلها أي انْقَلَبَت...النهاية في غريب الحديث 1/136
1- ذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) للأخبار المتعلقة بلوط
(عليه السلام) مما ليس له ذكر في القرآن
2- صوب القرآن تحريفات التوراة من أمور لا تليق بآحاد الناس
فضلا عن نبي الله لوط (عليه السلام)
3- بيان عظم جريمة اللواط .. وبيان عظم العقوبة التي حلت بمرتكبي
هذه الجريمة .. وأن هذه العقوبة غير بعيدة عن مرتكبي هذه الجريمة في
{ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ *
مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ }
المصدر : صحيح القصص النبوي للأشقر