سلسلة : الكبائر (أعاذنا الله منها) الحلقة 77
(الكبيرة السـابعة: أكــل الــربا - 10)
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( مَنْ شَفَعَ لِأَخِيهِ بِشَفَاعَةٍ فَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً عَلَيْهَا
فَقَبِلَهَا فَقَدْ أَتَى بَابًا عَظِيمًا مِنْ أَبْوَابِ الرِّبَا )
رواه أبوداود 3074 واللفظ له وأحمد 21221 والطبراني في الكبير
7761, وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 2624
وهذا معنى ما ورد "كل قرض جر منفعة فهو ربا." انتهى من كتاب
عمدة القاري شرح صحيح البخاري 18/315
فيه دليل على تحريم الهدية في مقابلة الشفاعة وظاهره سواء
كان قاصدا لذلك عند الشفاعة أو غير قاصد لها.
وتسميته ربا من باب الاستعارة للشبه بينهما ذلك لأن الربا هو الزيادة في
المال من الغير لا في مقابلة عوض وهذا مثلهولعل المراد إذا كانت
الشفاعة في واجب كالشفاعة عند السلطان في إنقاذ المظلوم من يد الظالم
أو كانت في محظور كالشفاعة عنده في تولية ظالم على الرعية فإنها في
الأُولَى واجبة فأخذ الهدية في مقابلها محرم والثانية محظور فقبضها في
مقابلها محظوروأما إذا كانت الشفاعة في أمر مباح فلعله جائز أخذ الهدية
لأنها مكافأة على إحسان غير واجب ويحتمل أنها تحرم لأن الشفاعة
شيء يسير لا تؤخذ عليه مكافأة.
انتهى من كتاب سبل السلام 3/43
----------------------------------------------------
قلت : والأقرب المنع من قبول الهدية مطلقا في الشفاعة
الواجبة والمباحة باتفاق مسبق أو من غير اتفاق :
1- وقوفا وتعظيماً للنصّ النبوي المطلق.
2- ولوجود معنى الربا وهو أخذ المال من الغير لا في مقابلة
3- ولأنّ الشفاعة إنما هي جاهٌ ومكانة ومهابة جعلها الله في قلب من
يُستَشفَعُ عنده .. فلولا الله لمّا قبلت الشفاعة...فلِمَ يُؤخَذ عليها أجرا؟!
4- لأنها من القرب فلا ينبغي أخذ الأجر عليها ..
{ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا
وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا
وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا.}
5- إحياءً لروح التعاون والإخاء وقضاء حوائج المسلمين قربةً لله لا لدنيا.
6- لأنه الأورع.. والخروج من الخلاف مستحب ومن اتقى الشبهات