فقد وردت في آيات كثيرة في القرآن الكريم عددها نحو العشرة وثلاثمائة
آية وذلك في سياقات متعددة ومواقف كثيرة ومعان عديدة غير أن ذلك
لا يعني أن كل أمر يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبلغه للناس لا
بد وأن يبدأ بكلمة ( قل ) فللقرآن أسلوبه المعروف ولغة العرب تسع ألوانا
عديدة من البيان البليغ والتفنن في الأساليب هو من وجوه
وحول هذه الكلمة المذكورة بخصوصها
يقول الدكتور فضل حسن عباس :
" أما كلمة ( قل ) فالمتدبر لآي القرآن وأسلوبه يجد أنها تأتي حينما
تدعو الحاجة إليها وذلك حينما يكون الأسلوب أسلوبا تلقينيا سواء كان
هذا التلقين تعليميا أم ردا على شبهات وذلك كما في السور الأخيرة الثلاث
الإخلاص والمعوذتين وكما في الآيات التالية :
{ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ
قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .
قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ .
مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ }
{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ
مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ }
{ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا
وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
والمتأمل في هذه الآيات الكريمة لا يرتاب في أنها جاءت
في سياق خاص تلقينا وتعليما " انتهى.
ومن المهم أن نعلم أن التماس مثل هذه الحكم :
إنما هو أمر اجتهادي قد يأتي باحث آخر بحكمة أخرى مع هذه أو هي
أرجح وأولى ومثل هذه الأمور تحتاج إلى تتبع إلى أساليب القرآن في
التعبير والسياقات المختلفة التي وردت فيها الكلمة لالتماس محلها
من البلاغة وتعرف الحكمة في ورودها .