ﻟ مسائي معكم حكاية أحبتي في الله
جميلة ومعبرة حروفها أرواحكم الطيبة
وكلماتها عطر أخلاقكم وجملها صدق مشاعركم
مساء المحبة والتفاؤل واﻷمل
تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة
الحلم ولين الجانب وأطالوا في ذلك فقام أعرابي وآلى على نفسه أن
يغضبه، فقالوا : إن قدرت على إغضابه فلك مئة بعير فانطلق الأعرابي
إلى بيته ، وعمد إلى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها ، جاعلاً باطنه
ظاهره، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح العينين ،
تارة ينظر إلى السماء وتارة إلى الأرض ، ثم قال :
أتذكر إذ لِحافُكَ جلد ُ شاةٍ
وإذْ نعلاكَ من جلدِ البعيرِ
أذكر ذلك ولا أنساه يا أخا العرب
وعلمَّك الجلوس على السريرِ
فقال مَعْن : سبحانه وتعالى .
فلستُ مسَّلِماً ما عشْتُ حيا ً
على مَعْنٍ بتسليمِ الأميرِ
قال مَعْن : إن سلَّمْتَ رددنا عليك السلام ،
سأرحل عن بلادٍ أنت َ فيها
ولو جارَ الزمان ُ على الفقيرِ
فقال مَعْن : إن أقمت بيننا فعلى الرَّحْب والسَّعة ، وإن رحلت عنا
فقال الأعرابيُّ وقد أعياه حِلْمُ مَعْنٍ:
فجُدْ لي يا بن ناقِصَةٍ بمالٍ
فإني قد عزمتُ على المسيرِ
فقال مَعْن : أعطوهُ ألف َ دينارٍ ،
قليلٌ ما أَتَيْتَ بهِ وإني
لأطمعُ منك بالمالِ الكثيرِ
فثنِّ فقد أتاك المُلْكُ عفواً
فقال مَعْن : أعطوهٌ ألفاً ثانياً . فتقدَّم الأعرابي إليه
سألْتُ الجودَ أن يبقيك َ ذُخْراً
فما لك في البريةِ من نظيرِ
فمنك الجودُ والإفْضالُ حقاً
وفَيْضُ يديْك كالبحرِ الغزيرِ
فقال مَعْنُ : أعطيناه على هجونا ألفين
فأعطوه على مدحنا أربعة آلاف
فقال الأعرابي ُّ : جُعِلْتُ فداك ، ما فعلْتُ ذلك إلاّ لمئة بعير جُعِلَتْ
فقال مَعْن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمئتي بعيرٍ ، نصفها للرهان
فانصرف الأعرابيُّ داعياً شاكراً
سبحانه بيده القلوووب ماأجمل الحلم في كل المواقف ،،،