سلسلة لماذا الوصية بالحاكم المسلم خيرا (5)
(5) ثمرة الدعاء لولي الأمر
ـ السلطان الحاكم ـ المسلم بالصلاح.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
فكما هو معلوم إن لكل شيء ثمارا، وأفضل ثمار يجنيها المسلم هي ثمار
طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في الدنيا والآخرة
وإن ثمار الدعاء لولي أمر المسلمين بالصلاح
والرشاد لكثيرة جدا، نوجزها فيما يلي:
أنه طاعةٌ لله تعالى وقربة له، لأنه عبادة والله تعالى يحب أن تُصرف
العبادة له وحده لا شريك له.
فعَنِ النُّعْمَانِ بن بَشِيرٍ رضي الله عنه قال:
قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(إن الدُّعَاءَ هو الْعِبَادَةُ ، ثُمَّ قَرَأَ:
{ ادعوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عن عبادتي
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }).
أخرجه: أحمد (4/267، 271، 276)، و أبو داود (1479) وغيرهم.
2) من ثمرة الدعاء للحاكم:
أن الدعاء في ظهر الغيب يعود نفعه أيضا على صاحبه، وتُرجى
الإستجابة من الداعي للمدعو، ويعم نفعها إذا كانت للسلطان.
ففي الحديث أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول:
( دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ
مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ قال الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ ).
أخرجه: أحمد (5/195)، ومسلم (2733).
3) من ثمرة الدعاء لولي الأمر:
صلاحه وهدايته، وفي صلاحه صلاح للرعية في دينهم ودنياهم وما يعود
إليهم من الخير في البلاد.
"إنما زمانكم سلطانكم، فإذا صلح سلطانكم؛ صلح زمانكم،
وإذا فسد سلطانكم؛ فسد زمانكم".
"السنن الواردة في الفتن" لأبي عمرو الداني (3/653)،
و "السنن الكبرى" (8/162)، و "شعب الإيمان" (6/42) للبيهقي.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال عند موته:
"اعلموا أن الناس لن يزالوا بخير ما استقامت لهم ولاتهم وهداتهم".
أخرجه: أبو نعيم في "فضيلة العادلين" (ص/151)، والبيهقي
ونقل أحمد بن محمد بن المنير عن بعض السلف:
"أنه دعا لسلطان ظالم فقيل له : أتدعو له وهو ظالم؟ فقال : إي واللّه
أدعو له، إن ما يدفع اللّه ببقائه أعظم مما يندفع بزواله ، لا سيما إذا
ضمن ذلك الدعاء بصلاحه وسداده وتوفيقه ، واللّه الموفق".
"الانتصاف على الكشاف" (4/535) الحاشية.
وقال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الواعظ الزاهد:
"وأكثر له من الدعاء بالصلاح والرشاد بالقول والعمل والحكم فإنهم إذا
صلحوا صلح العباد بصلاحهم"
أخرجه: البهقي في "الشعب" (6/26).
"لو كان لي دعوة مستجابة ما صيَّرتها إلا في الإمام، قيل لـه : وكيف ذلك
يا أبا علي؟ قال: متى صيرتها في نفسي لم تجزني، ومتى صيرتها
في الإمام؛ فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد".
"حلية الأولياء" (8/91 ) .
4) من ثمرة الدعاء للسلطان:
إبراءَ الذمة ومعذرة إلى الله.
"وإني لأدعو لـه – أي: للأمير ـ بالتسديد والتوفيق، في الليل والنهار
والتأييد، وأرى لـه ذلك واجباً عليّ ".
أخرجه: الخلال في "السنة" ( 14 )، انظر "البداية" ( 10/352 ) .
وقال أحمد بن المنير المالكي:
"الدعاء السلطان الواجب الطاعة مشروع بكل حال".
"الانتصاف على الكشاف" (4/535) الحاشية.
وإظهار لمنهج أهل السنة والجماعة، والاقتداء بالسلف الصالح وأئمة
قال الحسن بن علي البربهاري:
" إذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة –
"سير أعلام النبلاء" ( 11/198 ) .
قال محمد بن الحسين الآجري :
ـ من ـ سأل الله العظيم أن يكشف الظلم عنه وعن جميع المسلمين ، ودعا
للولاة بالصلاح ...، فمن كان هذا وصفه كان على الطريق المستقيم
"الشريعة" (1/157) تح. الوليد.
" لو كان لنـا دعوة مستجابة لدعونا بها للسلطان ".
"مجموع الفتاوى" ( 28/391 )، و"كشاف القناع" ( 2/37 ) .
اللهم فقهنا في الدين وجنبنا طرق الضالين واهدِ ضال المسلمين.
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي