اﻹربعاء بداية اﻷشهر الحرم
أناهيد السميري عن الأشهر الحرم
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً
فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ }
[رجب ـ وذو القعدة ـ وذو الحجة ـ ومحرّم]
وسميت الأشهر الحُرُم بالحُرُم :
لعظم حرمتها ،، وحرمة الذنب فيها فالمعصية في هذه الأشهر أعظم
من المعصية في غيرها ـوإن كانت المعصية محرّمة في كل وقت ـ
كما أن الحسنات فيها مضاعفة .
وأنت داخل إلى الشهر الحرام ماذا تحتاج ؟؟
تحتاج أن تعلم أن الله حكيم :فالله تعالى لحكمة منه اختار هذه
الأشهر الحُرُم وميّزها وجعل لها زيادة فضل .إيمانك بأن الله (حكيم)
ماذا يجب أن يكون حالي في الأمر الذي اختاره الله؟؟
فالعقول السليمة السوية تتعامل مع الأشياء النافعة بصورة الانتفاع
تحتاج أن تفهم مسألة مضاعفة الحسنات وتعظيم السيئات :الحسنات
تضاعف على حسب ما قام في قلبك ،فأنت تدخل الشهر الحرام وأنت معظّم
للشهر ،فتجمع مع العمل الصالح تعظيمك للشهر .
{ فلا تظلموا فيهن أنفسكم }
لا تنتهكوا حرمة الشهر بالوقوع في الذنوب .
"الظلم : العمل بمعاصي الله ، والترك لطاعته"
ـ لا تظلم نفسك بتفويت العمل الصالح في الزمن الفاضل فهذا زمن
مختلف ،، هذا زمن معظّم عند الله ـ لا تظلم نفسك بعمل المحرّمات
أي لا يقع منك تعدٍ لها وترك لتعظيمها .فمن أسباب موت القلب
ترك تعظيم الله ، ولو عظّمت الله ستلزم الحدود .
فليس المطلوب منك أن تأتي بأشياء جديدة وتعملها بل اهتم بما فرضه الله
عليك وأهمها الصلاة ، فهي عمود الدين ، وهي فرض يتكرر عليك
فإتقانها مهمة تبذل جهدك فيها ،، وتحتاج منك إلى مزيد عناية في هذا
الشهر وفي غيره ..فهجر الاعتناء بالصلاة أمر واضح !وهجر إطالة
السجود والانكسار والذل أمر واضح !
هجر العناية بالفاتحة وجمع القلب في
(إياك نعبد وإياك نستعين) أمر واضح !
وهجر الاعتناء باستهداء الله في
(اهدنا الصراط المستقيم) أمر واضح !
"اهتمامك بالفرائض يعني حضور قلبك .. ذلّك .. انكسارك .. إطالة
السجود .. كل هذا مما ينفعك الله به"ثم أتقن ما حولها من النوافل ..
لا تستهِن بالنوافل ؛ بل زِد إيمانك بالإكثار منها.
ومن النوافل المتعلقة بالصلاة :
التسبيح بعدها .. السنن الرواتب .. فحافظ عليها . المحارم]
اجتنب كلّ ما حرّمه الله .
الذنوب والمعاصي في الأشهر الحرام عظيمة ، فالمعصية في هذه الأشهر
أعظم من المعصية في غيرها ،،وعظمتها تأتي :
والوقوع في الذنوب والمعاصي له صورتان:
ـ صورة يكون الوقوع في الذنب مرتّب له ومخطط له .
ـ وصورة يكون الوقوع في الذنب غير مرتّب له وإنما يقع كيفما اتفق
فأنت لما ترفع سماعة الهاتف تريد أن تتكلم في فلان وتغتابه ،
فهذا ذنب قمت به وأنت مخطط له وتعلم ماذا ستقول ..وهذا غير لما تتكلم
وتنطلق في الكلام فتجد نفسك قد وقعت في الغيبة .
هذان النوعان من الذنوب لابد من اجتنابهما :
ـ أما نوع التخطيط فيحتاج منك إلى قوة (تقوى)
ولتعلم أن الذي يمنع التقوى (قسوة القلب)
ـ وأما الأخرى فتوسل إلى الله أن يمنعك الله منها ويحفظك من اقترافها ..
ثم استجب للمنبّه مباشرة ..فقد يأتيك تذكير .. منبّه .. يذكّرك الله به.
فقد يرفع الآذان حال اقترافك للذنب فهذا تنبيه !استجب له .. لا تهمله
لا تتركه ..فالله يحرّك قلبك .. يذكّرك ..فإذا أهملت هذا التذكير ولم تلقِ له
بالا ، فهذا نوع إصرار على الذنب !
حقوق الزوج ،، حقوق الأبناء ،، حقوق الأرحام ،، حقوق المسلمين
عموما فلا تهمل هذه الحقوق .
لكي لا تقع في الظلم في الأشهر الحُرُم أو في غيرها لابد أن تكون "مُعظِّما"