أولًا: المحبة في القرآن الكريم
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا }
[ ذكر لنا أنَّ كعبًا كان يقول: إنَّما تأتي المحبَّة من السَّماء.
قال: إنَّ اللَّه تبارك وتعالى إذا أحبَّ عبدًا قذف حبَّه في قلوب الملائكة،
وقذفته الملائكة في قلوب النَّاس، وإذا أبغض عبدًا فمثل ذلك، لا يملكه بعضهم لبعض ]
وقال عليُّ بن أبي طلحة، عن ابن عبَّاس في قوله:
{ الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا }
{ الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا }
قال: محبَّةً في النَّاس في الدُّنْيَا .
يَعنِي: إِلى خلقه الْمُؤمنين .
[ محبَّةً في النَّاس في الدُّنيا ]
[ محبَّةً في المسلمين في الدُّنيا ]
[ يقول يجعل محبتهم في قلوب المؤمنين فيحبونهم ]
{ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي }
[ عن عكرمة قال: حسنًا وملاحةً، قال أبو جعفر:
والذي هو أولى بالصَّواب من القول في ذلك أن يقال:
إنَّ اللَّه ألقى محبَّته على موسى، كما قال جلَّ ثناؤه:
{ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي }
فحبَّبه إلى آسية امرأة فرعون، حتَّى تبنَّته وغذَّته وربَّته،
وإلى فرعون، حتَّى كفَّ عنه عاديته وشرَّه. وقد قيل:
إنَّما قيل: وألقيت عليك محبّةً منِّي، لأنَّه حبَّبه إلى كلِّ من رآه ]
[ قال ابن عبَّاس: حبَّبتك إلى عبادي، وقال الصِّدائي: حبَّبتك إلى خلقي.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أي حسَّنت خلقك ]
[ وألقيت عليك محبَّةً منِّي أي: ألقى اللَّه على موسى محبَّةً كائنةً منه تعالى
في قلوب عباده لا يراه أحد إلَّا أحبَّه وقيل:
جعل عليه مسحةً من جمال لا يراه أحد من النَّاس إلَّا أحبَّه.
وقال ابن جرير: المعنى وألقيت عليك رحمتي،
وقيل: كلمة من متعلِّقة بألقيت، فيكون المعنى: ألقيت منِّي عليك محبَّةً،
أي: أحببتك، ومن أحبَّه اللَّه أحبَّه النَّاس ]
{ وألقيت عليك محبَّةً منِّي }
قال: كان كلُّ من رآه ألقيت عليه منه محبَّته
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل قال: حبَّبتك إلى عبادي .