أقوال السلف والعلماء في المحبَّة
عن أبي حيَّان التيمي قال:
[ رؤي على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثوب كأنه كان يكثر لبسه،
فقيل له فيه. فقال: هذا كسانيه خليلي وصفيِّي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه،
إنَّ عمر ناصح الله فنصحه ]
[ مرَّ على عبد الله بن عباس رجل فقال: إنَّ هذا يحبني.
[ سمعت مساور الورَّاق يحلف بالله عزَّ وجلَّ
ما كنت أقول لرجل إني أحبك في الله عزَّ وجلَّ فأمنعه شيئًا من الدنيا ]
[ إنَّك إذا أحببت الشخص لله، كان الله هو المحبوب لذاته،
فكلَّما تصورته في قلبك، تصوَّرت محبوب الحق فأحببته، فازداد حبُّك لله،
كما إذا ذكرت النَّبي صلى الله عليه وسلم، والأنبياء قبله والمرسلين
وأصحابهم الصالحين، وتصورتهم في قلبك، فإنَّ ذلك يجذب قلبك إلى محبة الله،
المنعم عليهم، وبهم، إذا كنت تحبهم لله. فالمحبوب لله يجذب إلى محبة الله،
والمحبُّ لله إذا أحبَّ شخصًا لله، فإن الله هو محبوبه،
فهو يحبُّ أن يجذبه إلى الله تعالى، وكلٌّ من المحبِّ لله
والمحبوب لله يجذب إلى الله ].
[ واعجبًا لمن يدَّعي المحبَّة ! ويحتاج إِلى من يذِّكره بمحبوبه
فَلَا يذكرهُ إِلَّا بمذكر. أقل ما في المحبَّة أَنَّها لَا تنسيك تذكُّر المحبوب ].
[ إِذا سَافر المحب للقاء محبوبه ركبت جُنُوده مَعَه،
فَكَانَ الحبُّ في مُقَدَّمة العسكر، والرجاء يحدُو بالمطي، والشوق يسوقها،
والخوف يجمعها على الطَّرِيق،
فإذا شَارف قدوم بلد الوصل خرجت تقادم الحبيب باللقاء ]
[ سأل المأمون عبد الله بن طاهر ذا الرياستين عن الحبِّ، ما هو؟
فقال: يا أمير المؤمنين، إذا تقادحت جواهر النفوس المتقاطعة بوصل المشاكلة،
انبعثت منها لمحة نور تستضيء بها بواطن الأعضاء،
فتتحرَّك لإشراقها طبائع الحياة، فيتصوَّر من ذلك خلق حاضر للنفس،
متصل بخواطرها، يسمى الحبَّ ] .
[ المحبَّة أريحية منتفثة من النفس نحو المحبوب،
لأنَّها تغذو الروح وتضني البدن،
ولأنَّها تنقل القوى كلها إلى المحبوب بالتحلي بهيئته، والتمنِّي بحقيقته،
[ المحبَّة ثمن لكل شيء وإن غلا، وسُلَّم إلى كلِّ شيء وإن علا ]
قال يحيى بن معاذ رحمه الله:
[ حقيقة المحبَّة لا يزيدها البرُّ ولا ينقصها الجفاء ]
[ إذا صحَّت المحبَّة سقطت شروط الأدب ]
[ إني لأحبُّك قال: ولم لا تحبني وأنا أخوك في كتاب الله،
ووزيرك على دين الله، ومؤنتي على غيرك ]
[ من جمع لك مع المودَّة الصادقة رأيًا حازمًا،
فاجمع له مع المحبَّة الخالصة طاعة لازمة]
[ ينبغي لمحبِّ الكمال أن يعوِّد نفسه محبَّة النَّاس، والتَّودُّد إليهم،
والتَّحنُّن عليهم، والرَّأفة والرَّحمة لهم،
فإنَّ النَّاس قبيل واحد متناسبون تجمعهم الإنسانيَّة،
وحلية القوَّة الإلهيَّة هي في جميعهم، وفي كلِّ واحد منهم،
وهي قوَّة العقل، وبهذه النَّفس صار الإنسان إنسانًا ]