أنا هديتك التى أرسلت بها الى ملك الملوك
فهل ترسل الى ملك الملوك هدية فارغة
وهل تبعث الى أغنى الأغنياء بسلة خاوية
اخى انت وحدك من تملك حرية الاختيار
فى تحديد نوع هديتك وتجميلهاأو تلطيخها ,
والله طيب لا يقبل إلا طيباً , وصلاة ليست فيها خشوع ليست من الطيب
أنا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لك
وهو على فراش الموت , وانا عهده إليك , فهل نفذت وصيته ؟!
وهل رعيت ذمته؟!وهل وضعت فى قائمة اعمالك وجدول اولوياتك
الاستعداد لليوم الذى يلقاك فيه فيسألك عن ما فعلت بعده ؟!
أنا صِلتك التى تصلك بربك ومع ذلك ضيعتنى :
واهنتنى وما عرفت قدرى ولا مكانتى ,بل تركتنى وسهوت
أنا الحبل الذى يربط بالجنة ولولاى لضللت الطريق عنها ,
أنا أول سؤال من أسئلة حسابك يوم الجزاء ,
فإن عجزت عن إجابته أو أسأت فى إجابته هلكت ,
وما نفعك باقى صالح الأعمال ولو كان كالجبال !!
أنا المنافحة عنك فى ظلمة القبر ,
انا التى ترد عنك ملائكة العذاب وسوء الحساب ,أنا خير حارس لك ,
فاصلح ما بينى وبينك حتى أصدق فى حمايتك ,ولك مطلق الحرية :
أن أحسنت فلنفسك وان أسأت فعليها .
واذا كانت الملوك تِعد من أرضاها بالأجر والقرب ,
{ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ
أَئِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِين }
{ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ }
فما ظنك بكرم الله وهو الخالق جل فى علاه ؟!
أنا نهرك الذى تغتسل به كل يوم خمس مرات
فاذا اتسخت بذنوبك وتدنَّست بغفلاتك فصدقنى
ليس لك غيرى يغسلك ويزكيك ,
ويُعيد إليك سابق طهرك وينقيك .
والعمود الفاصل بين الإسلام والكفر , وقد قدِّمنى ربى على سائر العبادات
,وأوجب قتل من هجرنى , فهل تظن ان هذه العظمة لى بتحريك اللسان
دون مشاركة القلب ؟!وصلاح الظاهر دون الباطن ؟
!واى معنى لتحريك لسانك اذا مات قلبك ؟!
وقلبك اذا خلا من الغذاء الربانى من ذكر الله ومعرفته يبس
واذا يبس القلب ضربته نار الهوىوحرارة الشهوة فازداد قساوة وغلظة
وعندها تيبس الجوارح تبعاً ليبوسة القلب ,وتمتنع اغصان الجوارح عن
الامتداد نحو القُربات إذا مددتها والانقياد لك اذا قُدتها
فلا تصلح بعُد هى والقلب الذى يقودها إلا للنار.
{ أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ
فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ "قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ }