حدثني محمد بن موسى الصائغ ، ثنا عبداللهبن نافع قال : مات رجل من
أهل المدينة ، فرآه رجل كأنه من أهل النار ، فاغتم لذلك . ثم إنه بعد
سابعة أو ثامنه رآه كأنه من أهل الجنة ، فقال :ألم تكن قلت : إنك من أهل
النار ؟ قال : قد كان ذلك إلا أنه دفن معنا رجل من الصالحين فشفع
في أربعين من جيرانه ، فكنت أنا منهم .
وحدثنا أحمد بن يحي قال : حدثني بعض أصحابناقال : مات أخي ،
فرأيته في النوم ، فقلت : ما حالك حين وضعت في قبرك قال : أتاني آت
بشهاب من نار ،فلولا أن داعيا دعا لي لرآيت أنه سيضربني به .
إذا دعا العبد لأخيه الميت أتاه بها ملك إلى قبره فقال :
ياصاحب القبر الغريب ، هذه هدية من أخ عليك شفيق .
رأيت رابعة في منامي وكنت كثير الدعاء لها ، فقالت لي :يابشار
بن غالب هداياك تأتينا على أطباق من نور مخمرة بمناديل الحرير ،
قلت : وكيف ذلك ؟ قالت هكذا دعاء
المؤمنين الأحياء ، إذا دعوا للموتى استجيب لهم ، وجعل ذلك الدعاء
على أطباق النور وخمر بمناديل الحرير ، ثم أتي به الذي دعي له
من الموتى ، فقيل له : هذه هدية فلان إليك .
وحدثنا أبو عبيدة بن بختر ، قال : حدثني بعض أصحابنا ، قال : رأيت
أخا لي في النوم بعد موته فقلت : أيصل إليكم دعاء الأحياء ؟ قال : أي
والله يترفرف مثل النور ثم نلبسه .
فيا أحباب الله عليكم بالدعاء فهو سلاح المؤمن فادعو لابائكم
وأمهاتكم ولاتنسو إخوانكم المؤمنين فهم بحاجة إلى دعائنا فيا إخوان
بدعائنا نخرجهم من الظلمة إلى النور فالله سبحانه وتعالى
كريم رحيم ودود ماقطع عن الأموات الدعاء وهذا من رحمته سبحانه
والرسول عليه الصلاة والسلام قال
عمله إلا من ثلاث وذكر منها ولد صالح يدعو له )
وماتدري ياأخي لعل الله سبحانه وتعالى يسخر لنا من يدعو لنا
بعد الممات بفضل ماكنا نعمل من الدعاء لاخواننا فالله سبحانه وتعالى
لايضيع أجر أحد فالله الله ياإخوان بالدعاء للاحياء والأموات .
ولا تنسونا من صالح الدعوات .
منقول من كتاب الروح / لابن القيم الجوزية