سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
ابن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة
بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي المجاشعي.
واسمه فراس بن حابس، ولقب: بالأقرع، لقرع في رأسه، وكان أحد
الرؤساء، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع وفد بني تميم،
وهو الذي نادى من وراء الحجرات: يا محمد إن مدحي زين، وذمي
شين، وهو القائل - وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن
- أتقبله ؟! والله إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم.
( من لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ ).
( ما أملك إن نزع الله الرحمة من قلبك ).
وكان ممن تألفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه يوم حنين مائة
من الإبل، وكذلك لعيينة بن حصن الفزاري، وأعطى عباس بن مرداس
أتجعل نهبي ونهب العبيـ * ـد بين عيينة والأقرع
فما كان حصن ولا حابس * يفوقان مرداس في مجمع
وما كنت دون امرئ منهما * ومن يخفض اليوم لا يرفع
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( أنت القائل:أتجعل نهبي ونهب العبيـ * ـد بين عيينة والأقرع ).
إنما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الأقرع قبل عيينة لأن
الأقرع كان خيراً من عيينة، ولهذا لم يرتد بعد النبي صلى الله عليه وسلم
كما ارتد عيينة، فبايع طليحة وصدقه، ثم عاد.
أن الأقرع كان سيداً مطاعاً، وشهد مع خالد وقائعه بأرض العراق، وكان
على مقدمته يوم الأنبار.ذكره شيخنا فيمن توفي في خلافة
عمر بن الخطاب.والذي ذكره ابن الأثير في الغابة: أنه استعمله عبد الله
بن عامر على جيش، وسيره إلى الجوزجان فقتل وقتلوا جميعاً، وذلك
في خلافة عثمان كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
ابن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة
أبو عمر، ويقال: أبو عمرو الأنصاري الخزرجي السلمي.ويقال له: ذو
الرأي لأنه أشار يوم بدر أن ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على
أدنى ماء يكون إلى القوم، وأن يغور ما وراءهم من القلب، فأصاب في
هذا الرأي، ونزل الملك بتصديقه.وأما قوله يوم السقيفة: إنا جذيلها
المحكك، ومزيجها المرجب، منا أمير ومنكم أمير. فقد رده عليه الصديق
ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب
عتبة بن مسعود الهذلي، هاجر مع أخيه لأبويه، عبد الله إلى الحبشة
ما كان عبد الله بأفقه منه، ولكن مات عتبة قبله، وتوفي زمن عمر
على الصحيح، ويقال: في زمن معاوية سنة أربع وأربعين.
ابن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر
بن صعصعة العامري الكلابي، أسلم عام الفتح، وشهد حنيناً وأعطي
يومئذ مائة من الإبل تأليفاً لقلبه.وكان يكون بتهامة وكان شريفاً مطاعاً
في قومه، وقد ارتد أيام الصديق، فبعث إليه سرية فانهزم ثم أسلم وحسن
إسلامه، ووفد على عمر في خلافته، وقدم دمشق في طلب ميراث له ثَمَّ،
ويقال: استعمله عمر على حوران فمات بها، وقد كان الحطيئة قصده
ليمتدحه فمات قبل مقدمه بليالٍ، فقال:
فما كان بيني لو لقيتك سالماً * وبين الغنى إلا ليال قلائل
ابن الأعور بن جعدة بن معاذ بن عتوارة بن عمرو بن مدلج الكناني
المدلجي، أحد أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم، على بعض السرايا،
وكانت فيه دعابة، فأجج ناراً، وأمر أصحابه أن يدخلوا فيها، فامتنعوا.
وقد كان علقمة جواداً ممدحاً، رثاه جواس العذري، فقال:
إن السلام وحسن كل تحية * تغدو على ابن مجزز وتروحُ
ابن عباس، أبو عبد الرحمن الأنصاري الأوسي، أحد بني عمرو
بن عوف، شهد العقبة، وبدراً وما بعدها.له حديث عند أحمد، وابن ماجة
توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل: في خلافة عمر، وقال: وهو واقف على قبره لا يستطيع أحد أن
يقول: أنا خير من صاحب هذا القبر، ما نصبت راية للنبي
صلى الله عليه وسلم إلا وهو واقف تحتها.وقد روى هذا الأثر ابن
أبي عاصم كما أورده ابن الأثير من طريقه.
أسلم عام الفتح على عشر نسوة، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يختار منهن أربعاً، وقد وفد قبل الإسلام على كسرى، فأمره أن يبني
له قصراً بالطائف.وقد سأله كسرى: أي ولدك أحب إليك ؟.قال: الصغير
حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.فقال له كسرى: أنى
لك هذا؟ هذا كلام الحكماء.قال: فما غذائك ؟.قال: البر.قال: نعم، هذا من
البر لا من التمر واللبن.
ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي، أخو حاطب
وحطاب.أمهم: قيلة بنت مظعون، أخت عثمان بن مظعون.أسلم معمر قبل
دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وشهد بدراً وما بعدها،
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين معاذ بن عفراء.
شيخ صالح قيل: إنه صحابي شهد اليرموك، ودخل الروم أميراً على
جيش ستة آلاف، وكانت له همة عالية، فقتل وسبي وغنم وذلك في سنة
عشرين.وروى عن أبي عبيدة، وعنه أسلم مولى عمر لم يذكره
ابن الأثير في (الغابة).
بن عبد مناف بن عرين الحنظلي اليربوعي حليف بني عدي بن كعب،
أسلم قبل دخول النبي دار الأرقم، وشهد بدراً وما بعدها، وآخى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بينه وبين بشر من البراء بن معرور، وهو أول من
قتل في سبيل الله عز وجل ببطن نخلة، مع عبد الله بن جحش حين قتل
عمرو بن الحضرمي، توفي في خلافة عمر رضي الله عنه.
واسمه خويلد بن مرة، كان يسبق الخيل على قدميه، وكان فَتاكاً في
الجاهلية، ثم أسلم وحسن إسلامه.وتوفي في زمن عمر، أتاه حجاج فذهب
يأتيهم بماء فنهشته حية، فرجع إليهم بالماء وأعطاهم شاة وقدراً، ولم
يعلمهم بما جرى له، فأصبح فمات فدفنوه.
ذكره ابن عبد البر وابن الأثير في (أسماء الصحابة).
والظاهر: أنه ليست له وفادة، وإنما أسلم في حياة النبي فهو مخضرم
ابن كعب بن عمرو الأنصاري شهد أحداً وما بعدها، إلا تبوك فإنه تخلف
لعذر الفقر، وهو أحد البكائين المذكورين.
القرشية العامرية أم المؤمنين، أول من دخل بها رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعد خديجة رضي الله عنها، وكانت صوامة قوامة.
ويقال: كان في خلقها حدة، وقد كبرت، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يفارقها - ويقال: بل فارقها - فقالت: يا رسول الله لا تفارقني وأنا
أجعل يومي لعائشة، فتركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصالحها
وفي ذلك أنزل الله عز وجل:
{ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً
فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ }
الآية [النساء: 128].
قالت عائشة: نزلت في سودة بنت زمعة. توفيت في خلافة
يقال: ماتت في خلافة عمر.
وقيل: توفيت قبل ذلك كما تقدم فالله أعلم.