من كتاب البداية و النهاية لأبن كثير يرحمه الله
حدثنا حسين بن محمد وأبو نعيم المعنى قالا: ثنا فطّر، عن أبي الطفيل
قال: جمع علي الناس في الرحبة.ثم قال لهم: أنشد الله كل امرئ مسلم
سمع رسول الله يقول: يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام كثير من الناس.
قال أبو نعيم: - فقام ناس كثير - فشهدوا حين أخذ بيده، فقال للناس:
( أتعلمون إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ )
قالوا: نعم يا رسول الله.
( من كنت مولاه فهذا مولاه،
اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ).
قال: فخرجت كأن في نفسي شيئاً، فلقيت زيد بن أرقم.فقلت له: إني
سمعت علياً يقول: كذا وكذا.قال: فما تنكر؟ وقد سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم، يقول ذلك له.
ورواه النسائي من حديث حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل عنه
ثنا محمد بن سليمان بن الحارث، حدثنا عبيد الله بن موسى، ثنا
أبو إسرائيل الملائي، عن الحكم، عن أبي سليمان المؤذن، عن زيد بن أرقم
( من كنت مولاه فعلي مولاه،
اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه ).
فقام ستة عشر رجلاً فشهدوا بذلك وكنت فيهم.
وقال أبو يعلى، وعبد الله بن أحمد في مسند أبيه:
حدثنا القواريري، ثنا يونس بن أرقم، ثنا يزيد بن أبي زياد،
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت علياً في الرحبة يناشد الناس:
أنشد بالله من سمع رسول الله، يقول: يوم غدير خم:
( من كنت مولاه فعلي مولاه )
لما قام فشهد قال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدرياً كأني أنظر إلى
أحدهم عليه سراويل.فقالوا:
نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم ؟ ).
قلنا: بلى يا رسول الله.
( فمن كنت مولاه فعلي مولاه،
اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه ).
ثم رواه عبد الله بن أحمد، عن أحمد بن عمر الوكيعي، عن زيد بن الحباب
عن الوليد بن عقبة بن نيار، عن سماك بن عبيد بن الوليد العبسي،
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فذكره.قال: فقام اثنا عشر رجلاً.
فقالوا: قد رأيناه وسمعناه حين أخذ بيدك، يقول:
( اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره،
وهكذا رواه أبو داود الطهوي - واسمه عيسى بن مسلم –
عن عمرو بن عبد الله بن هند الجملي، وعبد الأعلى بن عامر التغلبي
كلاهما، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فذكره بنحوه.
غريب تفرد به عنهما أبو داود الطهوي.
ثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن كيسان المديني سنة تسعين ومائتين.
حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا مسعر، عن طلحة بن مصرف،
عن عميرة بن سعد قال: شهدت علياً على المنبر يناشد أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم.من سمع رسول الله يوم غدير خم يقول:
ما قال فقام اثنا عشر رجلاً منهم أبو هريرة، وأبو سعيد، وأنس بن مالك
فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله يقول:
( من كنت مولاه فعلي مولاه
اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ).
ورواه أبو العباس بن عقدة الحافظي الشيعي، عن الحسن بن علي
بن عفان العامري، عن عبد الله بن موسى، عن قطن، عن عمرو بن مرة
وسعيد بن وهب، وعن زيد بن نتيع قالوا: سمعنا علياً يقول في الرحبة:
فذكر نحوه فقام ثلاثة عشر رجلاً، فشهدوا أن رسول الله قال:
( من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه
وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره،
حين فرغ من هذا الحديث يا أبا بكر أي أشياخ هم ؟.وكذلك رواه عبد الله
بن أحمد، عن علي بن حكيم الأودي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق
عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، وعبد خير قالا: سمعنا علياً برحبة
الكوفة يقول: أنشد الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( من كنت مولاه فعلي مولاه )
فقام عدة من أصحاب رسول الله فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
حدثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق سمعت سعيد بن وهب
قال: نشد علي الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب رسول الله، فشهدوا
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( من كنت مولاه فعلي مولاه )
حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا حسين بن الحرث بن لقيط الأشجعي، عن رباح
بن الحرث قال: جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا: السلام عليكم
يا مولانا.فقال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب ؟.قالوا: سمعنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول:
( من كنت مولاه فإن هذا علي مولاه )
قال رباح: فلما مضوا اتبعتهم، فسألت من هؤلاء؟قالوا: نفر من الأنصار
فيهم أبو أيوب الأنصاري.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة:
حدثنا شريك، عن حنش عن رباح بن الحرث قال: بينا نحن جلوس
في الرحبة مع علي إذ جاء رجل عليه أثر السفر.فقال: السلام عليك
يا مولاي.قالوا: من هذا؟فقال أبو أيوب: سمعت رسول الله يقول:
( من كنت مولاه فعلي مولاه ).
حدثنا محمد بن عبد الله، ثنا الربيع - يعني: ابن أبي صالح الأسلمي –
حدثني زياد بن أبي زياد الأسلمي، سمعت علي بن أبي طالب ينشد الناس
فقال: أنشد الله رجلاً مسلماً سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يوم غدير خم ما قال، فقام اثنا عشر رجلاً بدرياً فشهدوا.
حدثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك، عن أبي عبد الرحمن الكندي، عن زاذان،
أن ابن عمر قال: سمعت علياً في الرحبة وهو ينشد الناس: من شهد
رسول الله يوم غدير خم وهو يقول ما قال؟فقام ثلاثة عشر رجلاً، فشهدوا
أنهم سمعوا رسول الله يقول:
( من كنت مولاه فعلي مولاه )
ثنا الحجاج بن الشاعر، ثنا شبابة، ثنا نعيم بن حكيم، حدثني أبو مريم
ورجل من جلساء علي عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من كنت مولاه فعلي مولاه ).
قال: فزاد الناس بعد اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه.
وقد روي هذا من طرق متعددة، عن علي رضي الله عنه، وله طرق
عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي مريم
أو زيد بن أرقم - شعبة الشاك - قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( من كنت مولاه فعلي مولاه ).
قال سعيد بن جبير: وأنا قد سمعته قبل هذا من ابن عباس.
رواه الترمذي، عن بندار، عن غندر، وقال حسن غريب.
حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي عبيد، عن ميمون
بن أبي عبد الله قال: قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول الله
بوادٍ يقال له واد خُم، فأمر بالصلاة فصلاها بهجير.قال: فخطبنا وظلل
لرسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب على شجرة سمر من الشمس
( ألستم تعلمون - أو لستم تشهدون
- إني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ ).
( فمن كنت مولاه، فإن علياً مولاه،
اللهم عاد من عاداه ووالِ من والاه ).
عن غندر، عن شعبة، عن ميمون بن أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم.
وقد رواه عن زيد بن أرقم جماعة منهم أبو إسحاق السبيعي، و حبيب
الأساف و عطية العوفي و أبو عبد الله الشامي، و أبو الطفيل عامر بن واثلة.
أنا معمر، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء
بن عازب قال: خرجنا مع رسول الله حتى نزلنا غدير خم بعث منادياً
ينادي.فلما اجتمعنا قال:
( ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ )
قلنا: بلى يا رسول الله !.
( ألست أولى بكم من أمهاتكم ؟ )
قلنا: بلى يا رسول الله.
( ألست أولى بكم من آبائكم ؟ )
قلنا: بلى يا رسول الله !.
( ألست ألست ألست ؟ ).
قلنا: بلى يا رسول الله.
( من كنت مولاه فعلي مولاه،
اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه ).
فقال عمر بن الخطاب: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت اليوم ولي
وكذا رواه ابن ماجه من حديث حماد بن سلمة، عن علي بن زيد،
وأبي هارون العبدي، عن عدي بن ثابت، عن البراء به.
وهكذا رواه موسى بن عثمان الحضرمي، عن أبي إسحاق،
وقد روي هذا الحديث عن سعد، وطلحة بن عبيد الله، وجابر بن عبد الله
وله طرق عنه، وأبي سعيد الخدري، وحبشي بن جنادة، وجرير بن عبد الله
وعمر بن الخطاب، وأبي هريرة.
وله عنه طرق منها - وهي: أغربها - الطريق الذي قال الحافظ أبو بكر
الخطيب البغدادي: ثنا عبد الله بن علي بن محمد بن بشران، أنا علي
بن عمر الحافظ، أنا أبو نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلال، ثنا
علي بن سعيد الرملي، حدثنا ضمرة بن ربيعة القرشي.
عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة
قال: من صام يوم ثماني عشرة ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً،
وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد
( ألست ولي المؤمنين؟ ).
قالوا: بلى يا رسول الله!
( من كنت مولاه فعلي مولاه ).
فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي،
ومولى كل مسلم، فأنزل الله عز وجل:
{ اليوم أكملت لكم دينكم }
ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهراً، وهو
أول يوم نزل جبريل في الرسالة.
اشتهر هذا الحديث برواية حبشون، وكان يقال: إنه تفرد به.
وقد تابعه عليه أحمد بن عبيد الله بن العباس بن سالم بن مهران،
المعروف: بابن النبري، عن علي بن سعيد الشامي.
وفيه نكارة من وجوه منها، قوله نزل فيه:
{ اليوم أكملت لكم دينكم }
وقد ورد مثله من طريق ابن هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري
ولا يصح أيضاً، وإنما نزل يوم عرفة كما ثبت في (الصحيحين)
عن عمر بن الخطاب وقد تقدم.
وهذا الحديث قد صنف الناس فيه، وله طرق متعددة، وفي كل منها نظر،
ونحن نشير إلى شيء من ذلك.
ثنا قطن بن بشير، ثنا جعفر بن سليمان الضبعي، ثنا عبد الله بن مثنى،
ثنا عبد الله بن أنس، عن أنس بن مالك قال: أهدي لرسول الله
صلى الله عليه وسلم حجل مشوي بخبزه وضيافة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطعام )
فقالت عائشة: اللهم اجعله أبي.
وقالت حفصة: اللهم اجعله أبي.
وقال أنس: وقلت: اللهم اجعله سعد بن عبادة.
قال أنس: فسمعت حركة بالباب فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
على حاجة فانصرف، ثم سمعت حركة بالباب فخرجت فإذا علي بالباب.
فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة فانصرف
ثم سمعت حركة بالباب فسلم عليَّ فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فخرجت فإذا هو علي، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ائذن له يدخل عليَّ )
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( اللهم والِ من والاه )
والى ورواه الحاكم في (مستدركه) عن أبي علي الحافظ، عن محمد
بن أحمد الصفار، وحميد بن يونس الزيات، كلاهما عن محمد بن أحمد
بن عياض، عن أبي غسان أحمد بن عياض، عن أبي ظبية، عن يحيى
بن حسان، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن أنس فذكره،
هذا الحديث على شرط البخاري ومسلم، وهذا فيه نظر، فإن أبا علاثة
محمد بن أحمد بن عياض هذا معروف، لكن روى هذا الحديث عنه
جماعة عن أبيه، وممن رواه عنه أبو القاسم الطبراني، ثم قال:
تفرد به عن أبيه والله أعلم.
وقد رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفساً.
قال شيخنا الحافظ الكبير أبو عبد الله الذهبي:
فصلهم بثقة يصح الإسناد إليه.
وصحت الرواية عن علي، وأبي سعيد، وسفينة.
قال شيخنا أبو عبد الله:
لا والله ما صح شيء من ذلك.
ورواه الحاكم من طريق إبراهيم بن ثابت القصار وهو مجهول، عن ثابت
البناني، عن أنس قال: دخل محمد بن الحجاج فجعل يسب علياً فقال أنس:
اسكت عن سب علي، فذكر الحديث مطولاً وهو منكر سنداً ومتناً.
لم يورد الحاكم في (مستدركه) غير هذين الحديثين وقد رواه
ابن أبي حاتم عن عمار بن خالد الواسطي، عن إسحاق الأزرق، عن
عبد الملك بن أبي سليمان، عن أنس، وهذا أجود من إسناد الحاكم.
ورواه عبد الله بن زياد، أبو العلاء، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب
عن أنس بن مالك فقال: أُهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
( اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير )
ورواه محمد بن مصفى، عن حفص بن عمر، عن موسى بن سعد،
عن الحسن، عن أنس فذكره.
ورواه علي بن الحسن الشامي، عن خليل بن دعلج، عن قتادة،
ورواه أحمد بن يزيد الورتنيس، عن زهير، عن عثمان الطويل،
ورواه عبيد الله بن موسى، عن مسكين بن عبد العزيز، عن ميمون
أبي خلف، حدثني أنس بن مالك فذكره.
من حديث ميمون أبي خلف تفرد به مسكين بن عبد العزيز، ورواه
الحجاج بن يوسف بن قتيبة، عن بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي،
ورواه ابن يعقوب إسحاق بن الفيض، ثنا المضاء بن الجارود، عن
عبد العزيز بن زياد: أن الحجاج بن يوسف دعا أنس بن مالك من
البصرة، فسأله عن علي بن أبي طالب فقال: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم
طائر فأمر به فطبخ وصنع، فقال:
( اللهم ائتني بأحب الخلق إليّ يأكل معي )
أنا الحسن بن أبي بكير، أنا أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح، حدثنا
محمد بن القاسم النحوي أبو عبد الله، ثنا أبو عاصم، عن أبي الهندي،
ورواه الحاكم بن محمد، عن محمد بن سليم، عن أنس بن مالك فذكره.
حدثنا الحسن بن حماد الوراق، ثنا مسهر بن عبد الملك بن سلع ثقة،
ثنا عيسى بن عمر، عن إسماعيل السدي: أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان عنده طائر.
( اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير )
فجاء أبو بكر فرده، ثم جاء عمر فرده، ثم جاء عثمان فرده،
وقال شيخنا أبو عبد الله الذهبي - في جزء جمعه في هذا الحديث بعد
ما أورد طرقاً متعددة نحو مما ذكرنا -ويروى هذا الحديث من وجوه
باطلة أو مظلمة عن حجاج بن يوسف، وأبي عاصم خالد بن عبيد،
ودينار أبي كيسان، وزياد بن محمد الثقفي، وزياد العبسي،
وسعد بن ميسرة البكري، وسليمان التيمي، وسليمان بن علي الأمير،
وسلمة بن وردان، وصباح بن محارب، وطلحة بن مصرف، وأبي الزناد،
وعبد الأعلى بن عامر، وعمر بن راشد، وعمر بن أبي حفص الثقفي الضرير
وعمر بن سليم البجلي، وعمر بن يحيى الثقفي، وعثمان الطويل.
وعلي بن أبي رافع، وعيسى بن طهمان، وعطية العوفي، وعباد بن عبد الصمد
وعمار الذهبي، وعباس بن علي، وفضيل بن غزوان، وقاسم بن جندب،
وكلثوم بن جبر، ومحمد بن علي الباقر، والزهري، ومحمد بن عمرو
ومحمد بن مالك الثقفي، ومحمد بن جحادة، وميمون بن مهران، وموسى الطويل
وميمون بن جابر السلمي، ومنصور بن عبد الحميد، ومعلى بن أنس،
وقيل: أبو خالد، ومطر بن خالد، ومعاوية بن عبد الله بن جعفر، وموسى
بن عبد الله الجهني، ونافع مولى ابن عمر، والنضر بن أنس بن مالك،
ويوسف بن إبراهيم، ويونس بن حيان، ويزيد بن سفيان، ويزيد بن
أبي حبيب، وأبي المليح، وأبي الحكم، وأبي داود السبيعي، وأبي حمزة
الواسطي، وأبي حذيفة العقيلي، وإبراهيم بن هدبة.
ثم قال بعد أن ذكر الجميع: الجميع بضعة وتسعون نفساً أقربها غرائب
ضعيفة، وأردؤها طرق مختلفة مفتعلة، وغالبها طرق واهية.
وقد روي من حديث سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال أبو القاسم البغوي، وأبو يعلى الموصلي قالا:حدثنا القواريري، ثنا
يونس بن أرقم، ثنا مطير بن أبي خالد، عن ثابت البجلي، عن سفينة
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: أهدت امرأة من الأنصار طائرين بين رغيفين - ولم يكن في البيت
غيري وغير أنس - فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بغذائه.
فقلت: يا رسول الله قد أهدت لك امرأة من الأنصار هدية، فقدمت
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك )
فجاء علي بن أبي طالب فضرب الباب خفياً، فقلت: من هذا؟قال:
أبو الحسن، ثم ضرب الباب ورفع صوته.
قلت: علي بن أبي طالب.
ففتحت له فأكل معه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطيرين
وروي عن ابن عباس، فقال أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد:
ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا حسين بن محمد، ثنا سليمان بن قرم،
عن محمد بن شعيب، عن داود بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده
ابن عباس.قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بطائر.فقال:
( اللهم ائتني برجل يحبه الله ورسوله )
وروى عن علي نفسه، فقال عباد بن يعقوب: ثنا عيسى بن عبد الله
بن محمد بن عمر بن علي، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي
قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير يقال له الحبارى،
فوضعت بين يديه -.وكان أنس بن مالك يحجبه - فرفع النبي
صلى الله عليه وسلم يده إلى الله ثم قال:
( اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير ).
قال: فجاء علي فاستأذن.
فقال له أنس: أن رسول الله يعني على حاجته.
فرجع ثم أعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء فرجع، ثم دعا
الثالثة فجاء علي فأدخله، فلما رآه رسول الله قال:
فلما أكل رسول الله وخرج علي، قال أنس: سمعت علياً فقلت:
يا أبا الحسن استغفر لي فإن لي إليك ذنب، وإن عندي بشارة، فأخبرته
بما كان من النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، واستغفر لي،
ورضي عني أذهب ذنبي عنده بشارتي إياه.
ومن حديث جابر بن عبد الله الأنصاري، أورده ابن عساكر من طريق
عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن ابن لهيعة، عن محمد بن المنكدر،
عن جابر فذكره بطوله.وقد روي أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري،
وصححه الحاكم، ولكن إسناده مظلم، وفيه ضعفاء.
وروي من حديث حبشي بن جنادة، ولا يصح أيضاً.
ومن حديث يعلى بن مرة، والإسناد إليه مظلم،
ومن حديث أبي رافع نحوه، وليس بصحيح.
وقد جمع الناس في هذا الحديث مصنفات مفردة منهم: أبو بكر بن مردويه
والحافظ أبو طاهر محمد بن أحمد بن حمدان فيما رواه شيخنا
أبو عبد الله الذهبي، ورأيت فيه مجلداً في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر
بن جرير الطبري المفسر صاحب (التاريخ).
ثم وقفت على مجلد كبير في رده وتضعيفه سنداً ومتناً
للقاضي أبي بكر الباقلاني المتكلم.
وبالجملة ففي القلب من صحة الحديث هذا نظر، وإن كثرت طرقه
ثنا بشر بن موسى الأسدي، ثنا زكريا بن عدي،ثنا عبد الله بن عمرو،
عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله قال:خرجت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى امرأة من الأنصار في نخل لها يقال
له: الإسراف.ففرشت لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت صور لها مرشوش
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( الآن يأتيكم رجل من أهل الجنة )
( الآن يأتيكم رجل من أهل الجنة )
( الآن يأتيكم رجل من أهل الجنة )
قال: فلقد رأيته مطاطياً رأسه تحت الصور.
( اللهم إن شئت جعلته علياً )
ثم إن الأنصارية ذبحت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة وصنعتها
فأكل وأكلنا، فلما حضرت الظهر قام يصلي وصلينا ما توضأ ولا توضأنا،
فلما حضرت العصر صلى وما توضأ ولا توضأنا.
قال عبد الرزاق: أنا الثوري، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر
بن حبيش قال: سمعت علياً يقول: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة إنه
لعهد النبي صلى الله عليه وسلم إليّ
( أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق )
ورواه أحمد، عن ابن عمير، ووكيع، عن الأعمش.وكذلك رواه
أبو معاوية، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن داود الحربي،
وعبيد الله بن موسى، ومحاضر بن المورع، ويحيى بن عيسى الرملي،
وأخرجه مسلم في (صحيحه) عن..ورواه غسان بن حسان، عن شعبة،
عن عدي بن ثابت، عن علي فذكره. وقد روي من غير وجه عن علي.
وهذا الذي أوردناه هو الصحيح من ذلك والله أعلم.
ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن فضيل، عن عبيد الله بن عبد الرحمن
أبي نصر، حدثني مساور الحميري، عن أبيه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي:
( لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق )
عن أم سلمة بلفظ آخر ولا يصح.
ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا مسهر، عن الأعمش، عن موسى بن طريف
عن عباية، عن علي قال: أنا قسيم النار، إذا كان يوم القيامة قلت:
وموسى بن طريف ضعيف يحتاج إلى من يعدله، وعباية أقل منه ليس
بشيء حديثه.وذكر أن أبا معاوية لام الأعمش على تحديثه بهذا.فقال له
الأعمش: إذا نسيت فذكروني.ويقال: أن الأعمش إنما رواه على سبيل
الاستهزاء بالروافض والتنقيص لهم في تصديقهم ذلك.
قلت: وما يتوهمه بعض العوام بل هو مشهور بين كثير منهم، أن علياً
هو الساقي على الحوض فليس له أصل، ولم يجئ من طريق
والذي ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يسقي الناس.
وهكذا الحديث الوارد في أنه ليس أحد يأتي يوم القيامة راكباً إلا أربعة:
رسول الله صلى الله عليه وسلم على البراق، وصالح على ناقته، وحمزة
على العضباء، وعلي على ناقة من نوق الجنة رافعاً صوته بالتهليل.
وكذلك ما في أفواه الناس من اليمين بعلي، يقول أحدهم:خذ بعلي،
أعطني بعلي، ونحو ذلك كل ذلك لا أصل له بل ذلك من نزعات الروافض
ومقالاتهم، ولا يصح من شيء من الوجوه، وهو من وضع الرافضة
ويخشى على من اعتاد ذلك سلب الإيمان عند الموت، ومن حلف
حدثني يحيى، عن شعبة، ثنا عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة،
عن علي قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وجع وأنا أقول:
اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني، وإن كان آجلاً فارفع عني،
( اللهم عافه أو اشفه )
فما اشتكيت ذلك الوجع بعد.
قد ذكرناه في (دلائل النبوة) بأسانيده وألفاظه فأغنى له عن إعادته.
{ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ }
فثبت في (الصحيح) أنه نزل في علي، وحمزة، وعبيدة من المؤمنين،
وفي عتبة، وشيبة، والوليد بن عتبة من الكافرين.وما روي عن
ابن عباس أنه قال: ما نزل في أحد من الناس ما نزل في علي.
وفي رواية عنه أنه قال: نزل فيه ثلثمائة آية، فلا يصح ذلك عنه