دعوا أطفالكم يربّونكم من جديد !
من الطبيعي أن يوجّه الأهل أولادهم إلى المسار الصحيح، ويعلّموهم
السلوك بشكل جيّد والصدق والاهتمام بالناس لأنّهم يتمتّعون بالتجارب
بالتأكيد. لكن أولادنا مدرسة حيّة أمامنا لنتعلّم نحن الأهل ما نسيناه.
وتأكّدوا أن أولادكم أكثر وعيًا ممّا تعتقدون بكثير. ماذا يمكن أن يعلّمكم
أولادكم؟ تابعوا القراءة وربما ستدمع عيونكم لما ستقرأون!!!
بعكس الراشدين الذي يربّون الأطفال، الأطفال لا يبقون غاضبين لوقت
طويل. فلا يحلّلون الأمور ولا يضخّمونها، بل عند انتهاء نوبة الغضب
ينسون كلّ شيء ويبحثون عن أمر مسلٍّ.
هل تقلقين بشأن رأي الآخرين بك وبثيابك عند ذهابك إلى حفل ما؟
أتتساءلين إن كان مظهرك مناسباً وإن كانوا سيلاحظون البقعة على
أنفك وأنك لا تجدين ما تقولينه وأن حديث الآخرين مسلّ أكثر من حديثك؟
على عكس ذلك، لا يعير الأطفال اهتمامًا لآراء أصدقائهم أو أهلهم بهم.
بل يتصرّفون بعفوية وحرية.
بحسب الدراسات، الشخص الراشد يخبر معدّل 3 كذبات خلال 10 دقائق
في محادثة مع شخص يتعرّف إليه. فإن أردت الحصول على إجابة
صادقة، يستحسن بك أن تسألي طفلاً في الثانية من العمر. ألا يقال:
"خذوا أسرارهم من صغارهم"؟! قد لا يتمتّعون باللياقة واللباقة والدقّة
ولكنّهم سيخبرونك حقيقة أفكارهم ومشاعرهم على الأقلّ وليس
أعطِ شخصًا راشدًا علبة كرتونيّة واسأله ماذا يرى فسيقول لك "علبة
كرتون" واسأل طفلًا فيجيبك "سفينة، بيت، سفينة حربية..." يتمتّع
الأطفال بروح حرّة تمنحهم مخيّلة واسعة. في المرّة القادمة استعيني
بطفلك حين تكونين في اجتماع في العمل وتحاولين استحضار
حين يحزن الأطفال يبكون، وحين يغضبون يصيحون. فإن فكّرت
في الأمر تجدينه منطقيًّا أكثر من الجلوس وابتلاع المشاعر السلبية.
الحبّ الذي يصدر عن قلب غير مجروح هو الأقوى لأنّه تعبير حرّ خالٍ
من الحذر، ومن التخطيط، والكبت والألاعيب. إنّه حبّ نقيّ غير ملوّث.
حين تقصد ملعب الأطفال راقب تصرّفاتهم ولغة جسدهم بينما يلعبون
ويتفاعلون مع بعضهم البعض، ثمّ راقب الكبار ولاحظ الفرق. فالأطفال
يشكّلون أصدقاء رائعين لمدى الحياة، أو على الأقلّ لنصف
يتمّ تذكيرنا دائمًا بأهمية العيش في الحاضر. ولكنّ هذا الأمر يتطلّب
سنوات من التمرين والالتزام لدى الكثير من الراشدين، بينما يطبّقه
الأطفال بالفطرة. فلا يقلقون بشأن الغد بل يفكّرون بما يفعلونه في
هذه اللحظة بالذات وفي هذا المكان ويستفيدون من الوقت.
يتحرّر الأطفال من القلق بشأن ما حصل البارحة أو ما قد يحصل غدًا.
ويميلون إلى تقدير العالم من حولهم. فيقضون وقتًا أقلّ في التفكير في
ما يجري في ذهنهم، ووقتًا أطول في اكتشاف العالم الغريب من حولهم.
وتفرحهم الأمور البسيطة التي لا ننجح حتّى في تذكّرها، كرائحة الورد