الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء :
فليس حديثاً نبوياً وإنما هو على الأغلب من كلام طبيب العرب
(الحارث بن كلدة) و كان يقول: رأس الطب الحمية
المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء
لا يصح رفعه إلى النبي بل هو من كلام الحرث بن كلدة
وذكره علي بن سلطان محمد الهروي القاري،
في المصنوع، رقم (306)، تحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، 1/172
وروى ابن أبي الدنيا عن وهب بن منبه قال: اجتمعت الأطباء
و قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
و من الأحاديث المشتهرة على ألسن الناس وليس لها أصل قولهم حب
الوطن من الإيمان وقولهم خير الأسماء ما حمد وعبد وقولهم المعدة
بيت الداء والحمية رأس الدواء وأمثال ذلك والمهم أنه يجب على الإنسان
أن يتحرى فيما ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يقع في
الوعيد الشديد الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم
( من كذب عليّ متعمداً فليتأبوا مقعده من النار )
( من حدث عني بحديث يرَى أو يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين )
و لكن الأطباء يؤيدون قول حكيم العرب من الناحية الصحية .
هى النظام الغذائى الصحى المعتدل ، ويسمى باللغة الأجنبية ( الريجيم )
والطب الحديث، يعّرف الحمية بأنها التدبير الغذائي الخاص بالمريض
من إلزامه منهاجاً من الغذاء لا يتعداه أو منعه من بعض أنواع الأغذية
أو الأشربة التي أضحت مؤذية له بسبب مرضه.و تعتبر الحمية جزءاً
من المعالجة في كثير من الحالات ولكل مرض حميته.
[في تحقيقه على هامش كتاب الطب النبوي لابن القيم]:
ومعظم الأمراض يصحبها عدم رغبة المريض في الطعام وإطعام
المريض قصداً في هذه الحالة يعود عليه بالضرر لعدم قيام جهازه
الهضمي بعمله كما يجب مما يتبعه عسر هضم مع سوء حالة المريض
وكل مريض له غذاءٌ معين له ويجب أن يكون سهل الهضم قليل الغذاء
وإن من دلائل الشفاء عودة المريض إلى سابق رغبته في الطعام .
أن الله سبحانه وتعالى قضت حكمته أن يكون في الجسم مدخرات كبيرة
يستفيد منها وقت الحرمان، فينبغي أن لا يغتم ذووا المريض لعزوف
مريضهم عن الطعام خلال المرض، فإن المعدة قد لا تحتمل الطعام الزائد،
أو لا تحتمل الطعام مطلقاً، , قد يسبب له غثياناً أو قيئاً.. ولذا لا يجوز
أن يجبروا مريضهم على الطعام وقد عافته نفسه .
" لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب فإن القلب يموت كالزرع
وعن جعفر الصادق رضي الله عنة
" لو اقتصد الناس في المطعم لاستقامت أبدانهم "
.و غير ذلك كثير، وكله يؤكد ما يقوله الأطباء الطبيعيون الأنّ .