
12-05-2014, 08:03 PM
|
Super Moderator
|
|
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
|
|
فوائد تفسيرية من سورة السجدة
فوائد تفسيرية من سورة السجدة
{ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا
وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ *
وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ *
فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }
لما ذكر تعالى رجوعهم إليه يوم القيامة، ذكر حالهم في مقامهم بين [يديه] فقال:
{ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ }
الذين أصروا على الذنوب العظيمة،
{ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ }
خاشعين خاضعين أذلاء،
مقرين بجرمهم،
سائلين الرجعة
قائلين: { رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا } أي:
🌿بأن لنا الأمر، ورأيناه عيانًا، فصار عين يقين.🌿
{ فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ }
أي: صار عندنا الآن، يقين بما [كنَّا] نكذّب به،
(وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ
رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ)
( ولو ترى ) أي:
● لرأيت أمرا فظيعًا،
●وحالاً مزعجة،
●وأقوامًا خاسرين،
● وسؤالًا غير مجاب، <لأنه قد مضى وقت الإمهال.>
وكل هذا بقضاء اللّه وقدره، حيث خلى بينهم وبين الكفر والمعاصي،
فلهذا قال:
{ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا }
أي: لهدينا الناس كلهم، وجمعناهم على الهدى،
[ فمشيئتنا صالحة لذلك، ولكن الحكمة، تأبى أن يكونوا كلهم على الهدى،]
ولهذا قال: { وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي }
أي: وجب، وثبت ثبوتًا لا تغير فيه.
{ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }
(فهذا الوعد، لا بد منه، ولا محيد عنه، فلا بد من تقرير أسبابه من الكفر والمعاصي.)
{ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا }
أي: يقال للمجرمين، الذين ملكهم الذل،
وسألوا الرجعة إلى الدنيا، ليستدركوا ما فاتهم،
قد فات وقت الرجوع ولم يبق إلا العذاب،
فذوقوا العذاب الأليم، بما نسيتم لقاء يومكم هذا،
[وهذا النسيان نسيان ترك]،
أي: بما أعرضتم عنه،وتركتم العمل له،
وكأنكم غير قادمين عليه،ولا ملاقيه.
{ إِنَّا نَسِينَاكُمْ }
أي: تركناكم بالعذاب،
( جزاء من جنس عملكم، فكما نَسِيتُمْ نُسِيتُمْ،)
{ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ }
أي العذاب غير المنقطع،)
🌿فإن العذاب إذا كان له أجل وغاية، كان فيه بعض التنفيس والتخفيف،
🌿 وأما عذاب جهنم
- أعاذنا اللّه منه -( فليس فيه روح راحة، ولا انقطاع لعذابهم فيها).
{ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }
(من الكفر والفسوق والمعاصي.)
انتهى تفسير السعدي رحمه الله تعالى لهذا المقطع
هيفولا
|