الحث على التمسك بالسنة والنهي عن البدعة
فؤاد بن عبد العزيز الشلهوب
- الحث على التمسك بالسنة والنهي عن البدعة :
استفاض النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الصحب والسلف
الصالح رضوان الله عليهم أجمعين في الحث على التمسك بالسنة،
والنهي والتحذير من البدعة،
فقال إمام المتقين صلى الله عليه وسلم:
( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
أي مردود على صاحبه. والصحب رضوان الله عليهم والسلف الصالح
من بعدهم كانت لهم جهود مشكورة في حفظ السنة؛ ولو سقنا أخبارهم
ولكن حسبنا قول ابن مسعود رضي الله عنه من الصحب الكرام،
وقول الفضيل بن عياض من السلف الأعلام:
قال ابن مسعود أو أبي بن كعب رضي الله عنهما:
( عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ما من عبد على السبيل والسنة ذكر الله
خاليا فاقشعر جلده من مخافة الله إلا تحاتت عنه خطاياه كما يتحات الورق
اليابس عن الشجر، وما من عبد على السبيل والسنة ذكر الله خاليا فدمعت
عيناه من خشية الله إلا لم تمسه النار أبدا، وإن اقتصادا في سبيل وسنة
خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة. فاحرصوا أن تكون أعمالكم
-إن كانت اجتهادا أو اقتصادا -على منهاج الأنبياء وسنتهم)[1].
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله:
{ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }[2]
قال: أخلصه وأصوبه. قيل له: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟ قال:
إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن
خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصا صوابا. والخالص أن يكون لله،
والصواب أن يكون على السنة
من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام، ومن زوج كريمته
لصاحب بدعة فقد قطع رحمها، ومن انتهر صاحب بدعة
ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا). [3]