عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-12-2010, 01:21 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي قصة أبى غياث المكي وزوجته لبابة


بسم الله الرحمن الرحيم



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة







قصة أبى غياث المكي وزوجته لبابة
قا ل ابن جرير الطبرى : كنت في مكة في موسم الحج فرأيت رجلا من خرسان ينادي
ويقول : يا معشر الحجاج ، يا أهل مكة من الحاضر والبادي ،
فقدت كيسا فيه ألف دينار ، فمن رده إلى جزاه الله خيرا وأعتقه من النار ،
وله الأجر والثواب يوم الحساب .

فقام إليه شيخ كبير من أهل مكة فقال له : يا خرساني بلدنا حالتها شديدة ،

وأيام الحج معدودة ، ومواسمه محدودة ، وأبواب الكسب مسدودة ،
فلعل هذا المال يقع في يد مؤمن فقير وشيخ كبير ، يطمع في عهد عليك ،
لو رد المال إليك ، تمنحه شيئا شيئا يسيرا ، ومالا حلالا .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة




قال الخرساني : فما مقدار حلوانه ؟ كم يريد ؟


قال الشيخ الكبير : يريد العشر مائة دينار عشر الألف .


فلم يرض الخرسانى وقال : لا أفعل ولكنى أفوض أمره إلى الله ،

وأشكوه إليه يوم نلقاه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


قال ابن جرير الطبرى: فوقع في نفسي أن الشيخ الكبير رجل فقير ،
وقد وجد كيس الدنانير ويطمع في جزء يسير ، فتبعته حتى عاد إلى منزله ،

فكان كما ظننت ، سمعته ينادى على امرأته ويقول : يا لبابة .


فقالت له : لبيك أبا غياث .

قال : وجدت صاحب الدنانير ينادي عليه ، ولا يريد أن يجعل لواجده شيئا ،

فقلت له : أعطنا منه مائة دينار ، فأبى وفوض أمره إلى الله ، ماذا أفعل يا لبابة ؟

لا بد لى من رده ، إنى أخاف ربى ، أخاف أن يضاعف ذنبي .


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فقالت له زوجته : يا رجل نحن نقاسي الفقر معك منذ خمسين سنة ،
ولك أربع بنات وأختان وأنا وأمي ، وأنت تاسعنا ، لا شاة لنا ولا مرعى ،

خذ المال كله ، أشبعنا منه فإننا جوعي , واكسنا به فأنت بحالنا أوعى ،

ولعل الله عز وجل يغنيك بعد ذلك ، فتعطيه المال بعد إطعامك لعيالك ،

أو يقضي الله دينك يوم يكون الملك للمالك .


فقال لها يا لبابة : أآكل حراما بعد ست وثمانين عاما بلغها عمري ،

وأحرق أحشائي بالنار بعد أن صبرت على فقرى ، وأستوجب غضب الجبار،

وأنا قريب من قبرى ، لا والله لا أفعل .



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



قال ابن جرير الطبري : فانصرفت وأنا في عجب من أمره هو وزوجته ،

فلما أصبحنا في ساعة من ساعات من النهار، سمعت صاحب الدنانير ينادى ...


يقول : يا أهل مكة ، يا معاشر الحجاج ، يا وفد الله من الحاضر والبادي ،

من وجد كيسا فيه ألف دينار، فليرده إلى وله الأجر والثواب عند الله .



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



فقام إليه الشيخ الكبير ، وقال : يا خرساني قد قلت لك بالأمس ونصحتك ،

وبلدنا والله قليلة الزرع والضرع ، فجد على من وجد المال بشئ حتى لا يخالف الشرع ،

وقد قلت لك أن تدفع لمن وجده مائة دينار فأبيت ،

فإن وقع مالك في يد رجل يخاف الله عز وجل ، فهلا أعطيتهم عشرة دنانير فقط بدلا من مائة ،

يكون لهم فها ستر وصيانة ، وكفاف وأمانة .


فقال له الخرساني : لا أفعل ، وأحتسب مالي عند الله ، وأشكوه إليه يوم نلقاه ،

وهو حسبنا ونعم الوكيل .


قال ابن جرير الطبري : ثم افترق الناس وذهبوا ،

فلما أصبحنا في ساعة من ساعات من النهار ، سمعت صاحب الدنانير ينادي

ذلك النداء بعينه ويقول : يا معاشر الحجاج ، يا وفد الله من الحاضر والبادي ،

من وجد كيسا فيه ألف دينار فرده على له الأجر والثواب عند الله .

رد مع اقتباس