الموضوع
:
شرح حديث ( ليس الشديد بالصرعة ) ..
عرض مشاركة واحدة
#
1
10-17-2010, 12:03 PM
vip_vip
Moderator
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
شرح حديث ( ليس الشديد بالصرعة ) ..
شرح حديث ( ليس الشديد بالصرعة ) ..
من كتاب: رياض الصالحين للشيخ العثيمين / النسخة الإلكترونية
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( ليس الشديد
بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ))
(153) ( متفق عليه )
(( والصرعة ))
بضم الصاد وفتح الراء ، وأصله عند العرب : من يصرع الناس كثيرا .
رياض الصالحين / شرح الشيخ محمد صالح بن عثيمين – رحمه الله – /1- باب الصبر
حديث رقم :45
الشرح
ـ وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( ليس الشديد
بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ))
(153) ( متفق عليه )
(( والصرعة ))
بضم الصاد وفتح الراء ، وأصله عند العرب : من يصرع الناس كثيرا .
46 ـ وعن سليمان بن صرد ـ رضي الله عنه ـ قال : كنت جالسا مع النبي صلي
الله عليه وسلم ، ورجلان يستبان ، وأحدهما قد أحمر وجهه ، وانتفخت
أوداجه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب
عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ذهب منه ما
يجد ))
فقالوا له : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
(( تعوذ بالله من الشيطان الرجيم )
)(154) ( متفق عليه ) .
هذان الحديثان اللذان ذكرهما المؤلف في الغضب ، والغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم ،
فيستشيط غضبا ، ويحتمي جسده ، وتنتفح أوداجه ، ويحمر وجهه ، ويتكلم بكلام لا يعقله أحيانا ،
ويتصرف تصرفا لا يعقله أيضا .
ولهذا جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أوصني قال :
((لا تغضب ))
(2 ) .
وبين النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في حديث أبي هريرة هذا الذي ذكره المؤلف ـ رحمه الله ـ أن
الشديد ليس بالصرعة فقال :
(( ليس الشديد بالصرعة ))
أي : ليس القوي في الصرعة
الذي يكثر صرع الناس فيطرحهم ويغلبهم في المصارعة ، هذا يقال عنه عند الناس إنه
شديد وقوي ، لكن النبي صلي الله عليه وسلم يقول : ليس هذا الشديد
حقيقة ،
(( إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ))
أي : القوي حقيقة هو
الذي يصرع نفسه إذا صارعته وغضب ملكها وتحكم فيها ، لأن هذه هي القوة
الحقيقة ، قوة داخلية معنوية يتغلب بها الإنسان على الشيطان ، لأن الشيطان
هو الذي يلقي الجمرة في قلبك من أجل أن تغضب .
ففي هذا الحديث الحث على أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب ، وأن لا يسترسل
فيه ، لأنه يندم بعده ، كثيرا ما يغضب الإنسان فيطلق امرأته ، وربما تكون
هذه الطلقة آخر تطليقة !
كثيرا ما يغضب الإنسان فيتلف ماله ، إما بالحرق أو بالتكسير . كثيرا ما يغضب
على ابنه حتى يضربه ، وربما مات بضربه . وكذلك يغضب على زوجته مثلا فيضربها
ضربا مبرحا ، وما أشبه ذلك من الأشياء الكثيرة التي تحدث للإنسان عند الغضب ؛ ولهذا
هي النبي صلي الله عليه وسلم أن يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان(155) لأن
الغضب يمنع القاضي من تصور المسألة ، ثم من تطبيق الحكم الشرعي
عليها ، فيهلك ويحكم بين الناس بغير الحق .
وكذلك ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ حديث سليمان ـ رضي الله عنه ـ في رجلين
أسبا عند الرسول صلى الله عليه وسلم ، فغضب أحدهما حتى انتفخت أوداجه
واحمر وجهه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
(( إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب
عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ))
أعوذ بالله أي : أعتصم به .
من الشيطان الرجيم :لأن ما أصابه من الشيطان ، وعلى هذا فيقول : المشروع للإنسان
إذا غضب أن يحبس نفسه وأن يصبر ، وأن يتعوذ بالله من الشيطان
الرجيم ، يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وأن يتوضأ ، فإن الوضوء
يطفئ الغضب ، وإن كان قائما فليقعد ، وغن كان قاعدا فليضطجع ، وإن خاف
خرج من المكان الذي هو فيه ، حتى لا ينفذ غضبه فيندم بعد ذلك . والله الموفق .
vip_vip
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى vip_vip
زيارة موقع vip_vip المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها vip_vip