
01-17-2015, 08:25 PM
|
Administrator
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
|
|
من تفسير الدكتور راتب النابلسي (3)
من تفسير الدكتور راتب النابلسي ( 3 ) هذه الآية أصلٌ في أصول التربية: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً (32) } إن القرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، نَزَلَ، ونُزِّل على قلب النبي عليه الصلاة والسلام مُنَجَّمَاً في ثلاثة وعشرين عاماً، الفرق بين نَزَلَ ونَزَّل كالفرق بين كَسَرَ وكَسَّرَ، وقَطَعَ وقَطَّعَ، قَطَعَ الشيء قَطَعَهُ مرَّةً واحدة، أما قَطَّعه أي بالغ في تقطيعه قطعاً صغيرة، كَسَرَ الإناء شيء، وكَسَّرَهُ شيءٌ آخر، نَزَلَ القرآن جملةً واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثمَّ تَنَزَّلَ على قلب النبي عليه الصلاة والسلام مُنَجَّماً { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً (32) } فالذي وقع هو الخير المطلق، والحكمة المطلقة، إذاً لا يعترض على فعل الله إلا أحمق، لا يعترض على فعل الله إلا جاهل، لا يعترض على ( لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ وَمَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ ) [ مسند أحمد عن أبي الدرداء ] لأن الأمور تجري بتقدير عزيزٍ عليم حكيمٍ خبير.
|