محاضرة: يا سامعا لكل شكوى
فضيلة الشيخ : إبراهيم الدويّـــش
الحمد لله الذي يُطعم ولا يطعم، منّ علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء
الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسا من العري،
وهدى من الضلالة، وبصّر من العمى، وفضل على كثير
الحمد لله رب العالمين، اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد،
أما بعد أيها الأحبة في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يا خالق الأكوان أنت المرتجى...... وإليك وحدك ترتقي صلواتي
يا خالقي ماذا أقول وأنت تعلمـــني وتعلم حاجتي وشكاتــي
يا خالقي ماذا أقول وأنت........... مطلع على شكواي والأناتي
اللهم يا موضع كل شكوى، ويا سمع كل نجوى، ويا شاهد كل بلوى،
يا عالم كل خفية، و يا كاشف كل بلية، يا من يملك حوائج السائلين،
ويعلم ضمائر الصامتين ندعوك دعاء من أشدت فاقته، وضعفت قوته،
وقلت حيلته دعاء الغرباء المضطرين الذين لا يجدون لكشف ما هم فيه
يا أرحم الراحمين أكشف ما بنا وبالمسلمين من ضعف وفتور وذل وهوان.
يا سامعا لكل شكوى أعن المساكين والمستضعفين وأرحم النساء الثكالى
والأطفال اليتامى وذي الشيبة الكبير، إنك على كل شيء قدير.
إن في تقلب الدهر عجائب، وفي تغير الأحوال مواعظ، توالت العقبات،
وتكاثرت النكبات، وطغت الماديات على كثير من الخلق فتنكروا لربهم
ووهنت صلتهم به. اعتمدوا على الأسباب المادية البحتة، فسادة موجات
القلق والاضطراب، والضعف والهوان، وعم الهلع والخوف من المستقبل،
خافوا على المستقبل، تخلوا عن ربهم فتخلى الله عنهم:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }
جميعُ الخلق مفتقرون إلى الله، مفتقرون إلى الله في كل شؤونِهم
وأحوالِهم، وفي كلِ كبيرةٍ وصغيره، وفي هذا العصرُ تعلقَ الناسُ بالناسِ،
وشكا الناسُ إلى الناس، ولا بئسَ أن يُستعانُ بالناس في ما يقدرون عليه،
لكن أن يكونَ المُعتمَدُ عليهم، والسؤال إليهم، والتعلقُ بهم فهذا هو الهلاكُ
بعينه، فإن من تعلق بشيٍ وكلَ إليه.
نعتمدُ على أنفسِنا وذكائِنا بكل غرورٍ وعجب وصلف، أما أن نسأل اللهَ
العونَ والتوفيق، ونلحَ عليه بالدعاء، ونحرِصِ على دوام الصلة باللهِ
في كلِ الأشياء، وفي الشدةِ والرخاء، فهذا أخرُ ما يفكرُ به بعض الناس.
فقيراً جئتُ بابك يا إلهي.........ولستُ إلى عبادك بالفقيرِ
غنياً عنهمُ بيقينِ قلبي...........وأطمعُ منك في لفضلِ الكبيرِ
الهي ما سألتُ سواك عونا......فحسبي العونُ من ربٍ قديرِ
الهي ما سألتُ سواك عفوا.....فحسبي العفوُ من ربٍ غفورِ
الهي ما سألتُ سواك هديا.....فحسبي الهديُ من ربٍ بصيرِ
إذا لم أستعن بك يا الهي......فمن عونيِ سواك ومن مجيرِ
لاستكمال القراءة يرجي فتح المرفق