تعرَّف على الله -جل جلاله (2)
(تعرَّف على الله -جل جلاله-)
(العزيز)
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:
ورد اسم الله العزيز في القرآن الكريم اثنتين وتسعين مرة.
وجاء أكثرها مقترنا باسم الله الحكيم قال تعالى:
{ وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
وفيه دلالة على أن كل ما يصدر عن الله مما هو دال على عزته فهو
ولاسم الله العزيز معانٍ عظيمة جليلة منها :
⃣ المنيع الذي لا يُرام جنابه , فلا يبلغ العباد ضره فيضروه، ولا نفعه
⃣ القاهر الذي لا يُغلب ولا يُقهر , فكل المخلوقات مقهورة لله , خاضعة
لعظمته، منقادة لإرادته، لا يتحرك منها متحرك إلا بحوله وقدرته.
⃣القوي الشديد في بطشه وانتقامه
⃣ نفاسة القدْر، فهو سبحانه لا يعادله شيء ولا مثل له ولا نظير.
يقول ابن القيم في نونيته:-
وهو العزيز فلن يُرام جنابه
أنى يُرام جناب ذي السلطان
وهو العزيز القاهر الغلاب لم
من ثمرات معرفة هذا الاسم والإيمان به:
⃣ إيمان العبد بأن الله هو العزيز القوي الذي لا يُغلب ... يورثه الاسقواء
بالله على كل ما سواه ، فلا يخشى مخلوقا مهما كان عند الناس
فإن كنت مظلوما مقهورا وترجو الظفر والنصرة فانتصر بالله العزيز
وإن كنت ضعيفا عاجزا ، فلا تجزع فإن لك ربا عزيزا ، فابتغي العزة والقوة والغلبة منه يهبك إياها.
وكن واثقا بأن المكلومين لهم رب عزيز سينتقم لهم عاجلا أم آجلا ⃣ العزة لله جميعا لا يهبها إلا هو ، ولا تُطلب إلا منه
وبمقدار قرب العبد من ربه بمقدار ما يكتسب من العزة والقوة والغلبة والرفعة وعلو القدر والمنزلة
"وعزة كل أحد بقدر علو رتبته في الدين "
{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا }
{ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا }
وقال الفاروق رضي الله عنه :
"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله"
فصاحب الطاعة عزيز، وصاحب المعصية ذليل ⚡️وعلى هذا المعنى فإن ما أصاب المسلمين من ذلة وهوان، إنما هو
بسبب المعاصي والذنوب، ولو أنهم تمسكوا بهذا الدين، وعملوا به
{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ
فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ
الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا }
اللهم يا عزيز نسألك بعزك الذي لا يُرام وبنور وجهك
الذي أشرقت له الظلمات أن تعز الإسلام والمسلمين
ساهم في النشر لنيل شرف التعريف بالله جل في علاه.