تعرَّف على الله - جل جلاله (4)
تعرَّف على الله -جل جلاله-)
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:
ورد اسم الله (القهَّار) في ستة مواضع من القرآن الكريم:
{...لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }
وورد اسم الله (القاهر) في الكتاب مرتين
{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ..}
ومعنى اسم الله (القاهر) أي:
"الذي قهر كلّ شيء فغلبه واستعبده واستعلى عليه، فيصَرِّفه لما يشاء،
وكيف يشاء ، فيحيي خلقه إذا شاء ، ويميتهم إذا شاء ، لا إمكان لأحد
الخروج عن أقداره وقدرته , قهر جميع الكائنات ، ودانت له جميع
المخلوقات ، وخضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة, فلا يحدث حادث
ولا يسكن ساكن إلا بإذنه ، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وجميع
الخلق فقراء إليه ، لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا .
وأما اسم (القهار) فهو من أبنية المبالغة ومعناه أي عظيم القهر
ومن أعظم آثار قهر الله لخلقه في الدنيا وقوع الموت والأمراض والمصائب التي لا يقدر الخلق على دفعها.
من ثمرات معرفة هذين الاسمين والإيمان بهما:
القهار لا يكون إلا واحدا ويستحيل أن يكون له شريك ، فهو الإله الواحد القهار
وكل ما سواه مربوب مقهور ، لأنه لا يقهر جميع الأشياء
إلا الواحد الَّذي لا نظير له ، فكل موجود مسخر تحت قهره وقدرته
وسلطانه ، عاجز في قبضته , فلا غالب له ولا منازع .ومما يشير إلى ذلك
أن اسم الله (القهار) ورد في جميع المواضع مقرونا باسم الله (الواحد)
{ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }
وعليه فإن الله هو القهار المستحق للعبادة والألوهية وما سواه من الآلهة
فإنما هي مخلوقات عاجزة مقهورة، لا تملك دفع الضر عن نفسها
فكيف تقهر غيرهاوبهذا خاطب نبي الله يوسف صلى الله عليه وسلم
{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ }
فبين لهم أن آلهتهم مقهورة لله وفي قبضته.
اسم الله القاهر والقهار يبعث في قلب المؤمن كمال الذل والخضوع
والافتقار والانكسار والخشوع لله فتعلوه الخشية والإنابة والتوكل
وتفويض الأمور إلى الله الواحد القهار.
اليقين بنصر الله للمظلومين فما من جبار وطاغية يقهر الضعفاء
والمساكين إلا وفوقه الواحد القهار.
اللهم أنت القاهر فوق عبادك أنج المستضعفين من المسلمين وانتقم لهم عاجلا غير آجل واشف بذلك صدور قوم مؤمنين
ساهم في النشر لنيل شرف التعريف بالله جل في علاه