إن التاريخ لا يعرف ديناً ولا نظاماً كرَّم المرأة بإعتبارها أماً وأعلى من
مكانتها مثلما جاء بهِ دين محمد صلى الله عليهِ وسلم الذي رفع من مكانة
الأم في الإسلام وجعل برها من أصول الفضائل كما جعل حقها أعظم من
حق الأب لما تحملته من مشاق الحمل والولادة والإرضاع والتربية وهذا
ما يُقرره القرآن ويُكرره في أكثر من سورةٍ ليثبِّته في أذهان
ومن أعظم الأدلة على مكانة الأم في الإسلام
الحديث النبوي الشريف الذي يروي قصَّة رجلٍ جاء إلى النبي
صلى الله عليه وسلم يسأله:
( من أحق الناس بصحابتي يا رسول الله؟
ويروي البزار أن رجلاً كان بالطواف حاملاً أمه يطوف بها
فسأل النبي صلى الله عليه واله وسلم
قال: «لا ولا بزفرة واحدة» !)
أي من زفرات الطلق والوضع ونحوها.
إحسان عشرتها وتوقيرها وخفض الجناح لها وطاعتها في غير المعصية
وإلتماس رضاها في كل أمر حتى الجهاد إذا كان فرض كفاية لا يجوز
إلا بإذنها فإن برها ضرب من الجهاد.
ومن الأحاديث النبوية الدالة على مكانة الأم في الإسلام قصة الرجل الذي
جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو
قال: «فالزمها فإن الجنة عند رجليها».)
وقد كانت بعض الشرائع تهمل قرابة الأم ولا تجعل لها إعتباراً فجاء
الإسلام يوصى بالأخوال والخالات كما أوصى بالأعمام والعمات
ومن عجيب ما جاء به الإسلام أنه
أمر ببر الأم وان كانت مشركة فقد سألت أسماء بنت أبى بكر النبي
صلى الله عليه وسلم عن صلة أمها المشركة وكانت قدمت عليها
ومن رعاية الإسلام للأمومة وحقها وعواطفها أنه
جعل الأم المطلقة أحق بحضانة أولادها تقديراً لمكانة الأم في الإسلام
وأولى بهم من الأب حيث قالت امرأة يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني
له وعاء وثديي له سقاء وحجري له حواء وإن أباه طلقني وأراد أن
ينتزعه مني فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:
( أنتِ أحق به ما لم تنكحي )
والأم التي عني بها الإسلام كل هذه العناية وقرر لها كل هذه الحقوق
واجب عليها أن تحسن تربية أبنائها فتغرس فيهم الفضائل وتبغضهم
في الرذائل وتعودهم على طاعة الله وتشجعهم على نصرة الحق ولا
تثبطهم عن الجهاد إستجابةً لعاطفة الأمومة في صدرها بل تغلب نداء
ولقد رأينا أماً مؤمنة كالخنساء في معركة القادسية تحرض أبنائها الأربعة
وتوصيهم بالإقدام والثبات في كلمات بليغة رائعة وما أن انتهت المعركة
حتى نعوا إليها جميعاً فما ولولت ولا صاحت بل قالت في رضا ويقين:
الحمد لله الذي شرفني بقتلهم في سبيله
أدام الله أمهاتنا وأعاننا على طاعتهم ورعايتهم وبرهم إذا كانت لديكم
معلومات إضافية أو قصص وأحاديث نبوية وآيات قرآنية حول
مكانة الأم في الإسلام شاركونا بها.