معجم ما أسُتعجِم من أسماء البلاد و المواضع
( معجم ما استعجم من أسماء البلاد و المواضع )
معجم جغرافي من أجود معاجم البلدان من حيث غزارة المادة، وتمام
الضبط وجمال الأسلوب، وهو سابق تاريخيا لأول معجم جغرافي أوربي
(معجم اورتلي) الذي ظهر في القرن السادس عشر.
يقع الكتاب في أربعة أجزاء مبوّبة على حروف المعجم،
أورد أبو عبيد البكري فيه جملة مما ورد في الحديث والأخبار، والتواريخ
والأشعار، من المنازل والديار، والقرى والأمصار، والجبال والآثار،
والمياه والآبار، ووصف جزيرة العرب وتتبع ما بها من المعالم والمشاهد
والبلدان والآثار، ورصد هجرة القبائل من أوطانها وتنقلها بين مباديها
ومحاضرها، وذكر أنسابها وأيامها ووقائعها. وهو يشبه معجم
الزمخشري (كتاب الجبال والأماكن والمياه).
ومعجم البكري أدق من معجم ياقوت الحموي في :
تحقيق أسماء المواضع التي وردت في الشعر العربي والحديث والسيَر
وأيام العرب، وقد فات ياقوتاً كثيرٌ من البلدان التي ذكرها البكري.كما تميز
الكتاب بضبط المواضع بالعبارة لا بالحركات وهذه المزيّة حمته
من شوائب التصحيف والتحريف، وقد اعتمد المؤلف في ذلك على الشعر
الذي جاء فيه الموضع مسنداً إلى الراوي الذي نقله من العلماء، موازناً
بين الروايات، مرجِّحاً رواية الثقات. يُسعفه في ذلك ذكاءٌ حاد وما اجتمع
لديه من نفائس الأصول المضبوطة التي كان حريصا على اقتنائها.
وقد أثنى النقاد الباحثون على دقة ضبط المعلومات في الكتاب، يقول
المستشرق دوزي: "إننا بينما نجد غيره من الجغرافيين يقعون في خطأ
بعد خطأ، ويناقضون أنفسهم بين موضع وموضع، إذ بنا نجد معلومات
البكري واضحة ناصعة، وكتاباته توصف بعبارة واحدة: إنها صادقة".
وقد ترك معجم البكري أثراً فيمن صنّف بعده، وممن انتفع به القاضي
عياض فـي (مشارق الأنـوار)، والمرتضى الزَّبيدي في (تاج العروس)،
وعبد الرحمن بن عبد الله السهيلي في (الروض الأُنُف)، والفيروزآبادي
----------------------------------------
د.محمد فارس/ موسوعة علماء العرب والمسلمين
مركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات