
10-21-2010, 01:34 PM
|
Moderator
|
|
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
|
|
اخى المسلم
من نظر فى هذا الكون العجيب بعين الأعتبار رأى فيه من الدلائل الباهرة
على حكمة الله العليا فى
التقديم والتأخير، و الخفض و الرفع ، و الأعطاء و المنع ، و الاضرار و النفع
و ما يحمله على الإيمان بوحدانيته فى الربوبيه و الألوهية
و يدعوا إلى التسليم التام بأنه جل شأنه قد أحاط بكل شئ علما
و أحصى كل شئ عددا ،و وضع كل شئ فى موضعه من غير خلل فى التقدير
أو تفاوت فى الإبداع و التكوين فهو الذى أحسن كل شئ خلقه
و هو الذى أعطى كل شئ خلقه ثم هدى
و هو الذى يقدم ماحقه التقديم و يؤخر ماحقه التأخير و ذلك وفق علمه المحيط
و ارادته النافذة وحكمته البالغة
قال الحليمى
لايجوز الدعاء بأحدهما دون الأخر و كلاهما ظاهر المعنى و هما من صفات الأفعال
يرفع من يشاء و يخفض من يشاء و يعز من يشاء و يذل من يشاء
و يقرب من يشاء و يبعد من يشاء
فمن قدم نال المراتب العلى و من أخر فقد رد إلى السفلى
هو المعطى لعوالى المراتب ، و المؤخر هو الدافع عن عوالى الرتب ،
فقرب أنبيائه و أولياءه بتقريبه و هدايته ،و أخر أعداءه بإبعاده ،
و ضرب الحجاب بينه و بينهم قدر المقادير قبل أن يخلق الخلق
و قدم من أحب من أوليائه على عبيده ، و رفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات
قال الخطابى
هو المنزل للأشياء منازلها ، يقدم ما يشاء منها ، و يؤخر ما يشاء
قدر المقادير قبل أن يخلق الخلق
و قدم من أحب من أوليائه على غيرهم من عبيده
و رفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات
و قدر من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين ، و أخر من شاء عن مراتبهم و ثبطهم عنها
و أخر الشئ عن حين توقعه لعلمه بما فى عواقبه من الحكمة
لا مقدم لما أخر
و لا مؤخر لما قدم
و أن الجمع بين هذين الأسمين الشريفين أحسن من التفرقة
و أن الله سبحانه و تعالى قد قدم البعض بالشرف باعطاء العلم و الطاعة و التوفيق
و جعل البعض مخذولا مؤخرا عن هذه الدرجات
و رفع محمداً صلى الله عليه و سلم الى أعلى الدرجات
و جعل أبا لهب فى أسفل الدُرِكات
و بقدر علم الأنسان يستطيع أن يتعرف على حكمة الله
فى الخلق و التصوير و التقديم و التاخير
و لذا كان العلم هو الرائد للعقل دائما فى المعارف كلها
فمن أوتى العلم فقد أوتى الحكمة ، و فى الحكمة الخير كله
و أولو الألباب هم أصحاب العقول التى يتناهى إليها الفهم بواسطة العلم
و التدبر الأمثل فى آيات الله القرآنية و اياته الكونية
أخى المسلم
أن هذين الأسمين المقدسين يرشدان كل من يريد الأخرة و يرجو رحمة ربه
إلى وجوب التسليم بقضائه و قدره و الرضا بكل مايصيبه من نصب و وصب
فى هذه الدنيا إيماناً منه بأن الله عز و جل إذا أخره فى شئ قدمه فى شئ أخر
فاذا حرمه من نعمة من عليه بنعمة حرم منها غيره ، ليتحقق العدل بين الناس جميعا
و ليتوفر كل واحد على خدمة الاخر و ابتغاء شئ يناله منه
فيكون بعضهم خدما لبعض بالضروره فما من مخفوض فى جهة
الا و هو مرفوع فى جهة اخرى
اخى المسلم
و مادام الله هو المقدم و المؤخر فلنتوجه اليه بقلوبنا فنحسن التوكل عليه
و نسلم الأمر إليه و نقف عند حدنا بالأدب معه متمسكين بحبله المتين سائرين إليه
على صراطه المستقيم أخذين فى أعتبارنا دائما أن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا
و أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا
و أن النصر مع الصبر و أن الفرج مع الكرب و أن مع العسر يسرا
و من عرف أن المقدم و المؤخر هو الله تعالى لم يكن له أمان ، بسبب كثرة الطاعات ،
و لا يئاس بسبب كثرة المعاصى و السيئات
فرب أنسان كان فى الظاهر من المطرودين ثم ظهر أنه كان من المقربين و بالعكس
قيل و الله أعلى و أعلم و أجًلّ
===============
كان ببغداد رجل صالح أذن خمس عشرة سنة
ثم صعد المنارة أى المئذنة فوقع بصره على نصرانية فعشقها
ثم دخل عليها فأبت الا أن يشرب الخمر و يأكل الخنزير
فلما سكر عدا خلفها فأنزلقت رجله و سقط من السطح و مات
نعوذ بالله من سواء الخاتمة و تقديم المعصية و تأخير الطاعة
|