١٤١- في العام ١٣ للبعثة خرج ٧٣ رجل وامرأتان من الأنصار لملاقاة
النبي في موسم الحج لإبرام أعظم اتفاق في تاريخ الإسلام .
١٤٢- جرت إتصالات سرية بين النبي وبين ٧٣ رجل من الأنصار
على أن يجتمعوا في أواسط أيام التشريق في الشعب الذي عند العقبة .
١٤٣- في الليلة الموعودة اجتمع النبي مع ٧٣ رجلا والمرأتين
من الأنصار لإبرام البيعة الكُبرى التي عُرفت ببيعة العقبة الثانية
السمع والطاعة للنبي في العسر واليسر ، وحمايته ونصرته
١٤٥- فقالوا للنبي : وما لنا إن نحن وَفَّينا بالبيعة ؟؟
١٤٦- أول من بايع النبي هو :
البراء بن معرور رضي الله عنه ، ثم تتابع الناس وهم رُؤوس الأنصار .
١٤٧- من أوهام ابن إسحاق في السيرة أن رسول الله بايع الأنصار
في هذه البيعة على الجهاد ، وهذا من أوهامه على جلالة قدره .
١٤٨- تابع ابن هشام ابن إسحاق على ذلك ، وهذا من أوهامهما
رحمهما الله ، فإن الجهاد لم يفرض إلا في السنة الأولى للهجرة .
١٤٩- هكذا تمت هذه البيعة العظيمة بيعة العقبة الثانية ، والتي كانت
سبباً في الهجرة إلى المدينة لبناء الدولة الإسلامية .
" لقد شهدت مع النبي ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام ،
وما أُحب أن لي بها مَشهد بدر ".
١٥١- لما رجع الأنصار إلى المدينة بعد بيعة العقبة الثانية طابت نفس
رسول الله ، وقد جعل الله له مَنعة وقوماً وهم الأنصار .
١٥٢- أمر رسول الله أصحابة بوجوب الهجرة إلى المدينة ،
واللحوق بإخوانهم من الأنصار .
( أُمرتُ بقرية تأكل القُرىٰ يقولون يثرب وهي المدينة ،
تَنفِي الناس كما يَنفي الكيرُ خبث الحديد )
١٥٤- خرج الصحابة رضي الله عنهم أرسالاً - أي جماعات - مُتخفِّين ،
مُشاة ورُكباناً ، وأقام هو ينتظر الإذن له من الله بالهجرة.
١٥٥- قال البراء بن عازب :
أول من قدم علينا من أصحاب النبي مُصعب بن عُمير وابن أم مكتوم ،
ثم جاء عَمَّار ، وبلال ، وسعد .
١٥٦- لم تكن هجرة الصحابة سهلة هَيِّنة ، بل كانت صعبة بحيث كانت
قريش تضع كل العراقيل للحيلولة عن هجرة الصحابة .
١٥٧- وهاجر أبوسلمة بن عبدالأسد ، وعامر بن ربيعة ومعه زوجته
ليلى بنت أبي حثمة ، وهاجر بني جحش .
١٥٨- وهاجر عمر بن الخطاب ليلا مُتخفي مع عَيَّاش بن أبي ربيعة ،
وهشام بن العاصأخرج ذلك ابن اسحاق في السيرة بإسناد صحيح .
١٥٩- وأما قصة هجرة عمر بن الخطاب علانية ، وقوله : من أراد أن
تثكله أمه أو يُيَتَّم ولده ...إلخ . فهي رواية ضعيفة لا تثبت .
١٦٠- لم يمض شهران على بيعة العقبة الثانية حتى لم يبق بمكة أحد من
المسلمين إلا رسول الله وأبو بكر وأهله أو عاجز عن الهجرة.