كلنا بحاجة لأخوة في الله :
يبصروننا بعيوب أنفسنا , ويخلصون لنا النصيحة, يقدمون لنا يد العون
علي طاعة ربنا , ويأخذون بأيدينا إلي الإستقامة علي جادة الطريق .
يشدون من أزرنا, ويثيرون في قلوبنا بواعث الشوق للجنة ,
فنَقوى ونَثبُت على درب الإيمان والقرب من الله والتزود للدار الآخرة .
كلنا بحاجة إلي هذه المرآة الإيمانية الخالصة لنمحص بها عيوبنا
ونتواص خلالها بالحق والصبرونتبصر لأمر ديننا ودنيانا .
التي قال فيها خير البرية صلى الله عليه وسلم
( المؤمن مرآة المؤمن , المؤمن أخو المؤمن ,
يكف عنه ضيعته ويحوطه من ورائه ) .
والتي لما سئل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عنها
بقولهم من أخوك في الله ؟ قال :
الذي تذكرني بالله رؤيته .
وكان الحسن رحمه الله عنها يقول:
إخواننا أحب إلينا من أهالينا لأن أهالينا يذكروننا بالدنيا
وإخواننا يذكروننا بالآخرة .
المسلم أخو المسلم , يغفر له ذنوبه , ويبصره بعيوبه , وقد كان من قبلكم
من سلفنا الصالح إذا لقي الرجل الرجل قال : يا أخي ما كل ذنوبي أبصر ,
ولا كل عيوبي أعرف فإن رأيت خيرا فمرني وإن رأيت شرا فانهني .
وهكذا فكلنا في أمس الحاجة إلي هذه الرفقة الإيمانية وهذه الصحبة
الربانية كي ترد الشريدة منا إلي موارد الظمآن وشفاء العليل وتوقظ
الغافلة , وتنبه الراقدة , وتذكر الناسية. هذه هي الأخوة في الله, جميلة
بها تهدأ النفوس , وواحة فسيحة في ظلها تستريح القلوب.
ونظل نجدد إيماننا. لأن الخير عطرٌ يفوح