382- من أتى محمدا صلى الله عليه وسلم مسلما يُرد إلى قريش ،
ومن أتى قريشا مُرتدا عن الإسلام لا يُرد إلى محمد صلى الله عليه وسلم
وهذا أشد بند على المسلمين.
383- وضع الحرب بين الطرفين - المسلمين وقريش - ١٠ سنين ، يأمن
فيهن الناس ، ويكف بعضهم عن بعض .
384 - بعدما تم الصلح ، واتفق الطرفان عليه ، أمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم أصحابه بالتحلل من إحرامهم " بنحر هَديهم وحَلْقِ رؤوسهم .
385 - فمن شدة غضب الصحابة على عدم دخولهم مكة لأداء العمرة
لم يَقُم منهم أحد ، ولم يَتحلل منهم أحد .
386- ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم المؤمنين أم سلمة
رضي الله عنها وأخبرها خبر الصحابة ، وكيف أنهم لم يأتمروا أمره .
387- فقالت له رضي الله عنها :
( يارسول الله أخرج عليهم ثم ادعُ حالقك ،
فليحلق لك ، فخرج رسول الله عليهم .).
388- فحلق رأسه الشريف خِراش بن أُمية رضي الله عنه ، فلما رأى
الصحابة ذلك عرفوا أن الأمر انتهى ، فتحللوا رضي الله عنهم .
389- ثم نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم هديه ، ونحر الصحابة
رضي الله عنهم ، فهذه عمرة الحديبية الشهيرة ، والتي تم فيها الصلح
390- ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من جيشه البالغ
١٤٠٠ مقاتل من أصحابه إلى المدينة ، فنزلت عليه سورة الفتح
391- ففرح بها النبي صلى الله عليه وسلم فرحاً عظيماً ، وقال :
( لقد أُنزلت علي آية هي أحبُّ إليَّ من الدنيا جميعاً )
{ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ( 1 ) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ
وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ( 2 ) }
393- قال الإمام الطحاوي :
أجمع الناس أن الفتح المذكور في الآية
{ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ( 1 ) }
394- لماذا صُلح الحُديبية هو الفتح العظيم للإسلام ؟
١- من بعثته صلى الله عليه وسلم إلى الحُديبية سنة ٦ هـ ١٩ سنة
عدد جيش النبي صلى الله عليه وسلم ١٤٠٠ مقاتل
395- ومن الحُديبية سنة ٦ هـ إلى فتح مكة ٨ هـ سنتان عدد جيش النبي
صلى الله عليه وسلم في فتح مكة ١٠ آلاف فجهد ١٩ سنة من الدعوة
396- وجهد سنتين من صُلح الحُديبية إلى فتح مكة أثمرت ١٠ آلاف
397- الذي تغير أن صُلح الحُديبية أوقف تشويه قريش للإسلام ، فانطلق
الدُّعاة في كل مكان يدعون بدون مضايقات من قريش .
398- التشوية والتضييق الذي كانت تمارسه قريش قبل صلح الحُديبية
لتشويه صورة الإسلام جعل الناس تخاف وتهاب من الدخول في الإسلام
399- وبعد صُلح الحُديبية انطلق الدعاة آمنين يُبينوا للناس عظمة هذا
الدين ، ويُسره ورحمته ، فدخل الناس في دين الله أفواجاً .
400- صلح الحُديبية حَيَّد قريش فتفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم
لعدوه اللدود يهود خيبر الذين كانوا السبب الرئيسي في جمع الأحزاب
401- فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهود خيبر ،
ولولا صُلح الحُديبية لساعدت قريش يهود خيبر بالمال والسلاح .
402- لما استقر الأمر بالرسول صلى الله عليه وسلم بعد صُلح الحُديبية ،
وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الفُرصة مُواتية للدعوة خارج