718- وكان الوقت ضُحى ، فرماها رسول الله صلى الله عليه وسلم من
بطن الوادي بسبع حصيات ، يُكبر مع كل حصاة منها وهو يقول :
719- ثم انصرف النبي صلى الله عليه وسلم إلى المنحر بمنى ، فنحر بيده
الشريفة ٦٣ ناقة ، وكانت النوق يتدافعن إليه صلى الله عليه وسلم
720- فلما فرغ رسول الله من نَحْرِ هَدْيِهِ دعا الحلَّاق فحلق رأسه الشريف
حلقه مَعْمَرُ بن عبدالله العدوي رضي الله عنه .
( لقد رأيت رسول الله والحلاَّق يَحْلقه وأطاف به أصحابه
فما يُريدُون أن تقع شَعْرة إلا في يَدِ رجل .)
721- فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من حلق رأسه الشريف لبس
صلى الله عليه وسلم القميص ، وأصاب الطيب ،
طيبته عائشة رضي الله عنها .
722- ثم ركب صلى الله عليه وسلم فأفاض بالبيت قبل الظهر فطاف
طواف الإفاضة على راحلته كي يراه الناس ، وليُشرف ، وليراه الناس .
723- ثم أتى زمزم وشرب منها ، ثم رجع إلى منى مِن يومه ذلك ، وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الجمار في أيام التشريق الثلاثة
724- وختم رسول الله صلى الله عليه وسلم حجته المباركة بطواف
( لا يَنفرنَّ أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت )
725- ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقد استصحب معه
شيئا من ماء زمزم ، فهذه حجة النبي صلى الله عليه وسلم مختصرة جداً
726- في يوم الإثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة ١١ هـ أمر النبي
صلى الله عليه وسلم الصحابة للتجهز لغزو الروم ، وأمَّر عليهم
727- كان عُمُر أسامة رضي الله عنه ١٨ سنة وفي جيشه كبار الصحابة
كعمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص وأبي عبيدة بن الجراح وغيرهم
728- وقد تكلم الناس في إمْرَة أسامة رضي الله عنه لحداثة سِنِّه ، فلما
بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قام في الناس خطيباً كما سيأتي .
729- ولما تكاملت الدعوة ، وسيطر الإسلام على كل الجزيرة العربية ،
ودخل الناس في دين الله أفواجا ، أحس النبي صلى الله عليه وسلم
730- علامات دُنُوِّ أجل النبي صلى الله عليه وسلم :
٢- مدارسته صلى الله عليه وسلم القرآن
٣- اجتهاده صلى الله عليه وسلم في العبادة
٤- مضاعفته صلى الله عليه وسلم اعتكاف رمضان
731- بدأ مرض النبي صلى الله عليه وسلم الذي قبضه الله فيه في أواخر
ليالي صفر ، وكانت مدة مرضه صلى الله عليه وسلم ١٣ يوم ، وأول
ما بُدئ به صلى الله عليه وسلم من مرضه الصُّداع
732- وكان النبي صلى الله عليه وسلم عند عائشة رضي الله عنها لما بدأ
معه الصداع في رأسه ، ثم إنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يطوف
733- فلما وصل صلى الله عليه وسلم إلى بيت ميمونة رضي الله عنها
اشتد به المرض ، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه أن
يُمرض في بيت عائشة ، فأذنَّ له
734- اشتدت وطأة المرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
في بيت عائشة رضي الله عنها ، وبدأت الحُمَّى تشتد عليه ، وارتفعت
حرارة جسمه صلى الله عليه وسلم .
735- قال أبوسعيد الخدري :
يارسول الله ما أشدها عليك - أي الحمى –
فقال صلى الله عليه وسلم :
( إنا كذلك يُضعَّف لنا البلاء ويُضعف لنا الأجر )
736- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي بالناس ، فلما اشتد
عليه المرض لم يستطع الخروج إلى المسجد ، فأمر أبا بكر الصديق
737- أحس النبي صلى الله عليه وسلم بِخِفَّة ، فخرج إلى المسجد مُتوكأ
على الفضل بن العباس ، وصعد المنبر ، وخطب الناس وهي آخر خطبة
خطبها صلى الله عليه وسلم .
738- فذكر صلى الله عليه وسلم في خطبته فضل أبي بكر الصديق
رضي الله عنه ، وفضل الأنصار وأوصى بهم ، وفضل أسامة بن زيد
739- وقع في دلائل النبوة للبيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
عرض نفسه للقصاص في خطبته ، وهي رواية لا تثبت إسنادها
740- وحَذَّر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من أن يتخذوا قبره مسجداً ،
وأخبرهم أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .
741- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( اللهم لا تجعل قبري وثناً ،
لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم عيدا )
هذا نَهْيٌ منه صلى الله عليه وسلم لأمته أن يجعلوا قبره مجتمعاً
كالأعياد التي يقصد الناس الاجتماع إليها للصلاة .
743- ولم يزل النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على أن يُصلي بالناس
في المسجد مع ما به من شِدَّة الوجع حتى غلَبَهُ المرض ، وأعجزه