744- فعندها أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق
رضي الله عنه أن يَؤُمَّ الناس في الصلاة ، كما روى ذلك الشيخان
745- قبل وفاته صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام أوصى النبي
صلى الله عليه وسلم أصحابه بحُسن الظن بالله ،
فقال صلى الله عليه وسلم :
( لا يموتن أحدكم إلا وهو يُحْسن الظن بالله )
في هذا الحديث تحذير من القُنُوط ، ومعنى حسن الظن بالله تعالى ،
أن يظن أنه يرحمه ، ويعفو عنه .
747- وقبل وفاته صلى الله عليه وسلم بيومين ، وَجَدَ النبي
صلى الله عليه وسلم من نفسه خِفَّة ، فخرج يُهادى بين رجلين ،
ورجلاه تخُطَّان في الأرض من شدة المرض .
748- وإذا بأبي بكر يُصلي بالناس فلما أحس أبو بكر به أراد الرجوع
فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن مكانك ، وجلس
صلى الله عليه وسلم عن يسار أبي بكر .
749- أما صلاة عمر رضي الله عنه بالناس ،
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر ".
فهو حديث ضعيف رواه أحمد وغيره .
750- ولما كان يوم الأحد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بيوم
اشتد به صلى الله عليه وسلم المرض ، فوصلت الأخبار إلى جيش أسامة
رضي الله عنه فرجع إلى المدينة
751- بات النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإثنين دَنِفاً - يعني اشتد
مرضه حتى أشرف على الموت - فلما طلع الفجر أصبح مُفيقاً .
752- فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم ستر حُجرته ،
ونظر إلى الناس وهم صفوف في الصلاة خلف أبي بكر الصديق
فتبسم لِمَا رأى من اجتماعهم.
( كأن وجهه صلى الله عليه وسلم وَرَقَة ُمُصْحف
- هو عبارة عن الجمال البارع - فهممنا أن نَفْتتن من الفرح
برُؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم )
754- ثم أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه لم يَبْق من أمر
النبوة إلا المبشرات ، وهي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن في منامه .
755- فلما رأى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أصبح مُفيقا
ظَنُّوا أنه قد بَرِئ من مرضه ، فانصرفوا إلى منازلهم
756- واستأذن أبو بكر الصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الخروج إلى أهله في منطقة السُّنْح في عوالي المدينة ،
فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم .
757- فلما كان ضُحى يوم الإثنين ١٢ ربيع الأول سنة ١١ هـ ، اشتد
على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه وجعل يتغشاه بأبي
فقال صلى الله عليه وسلم :
( لا كَرْب على أبيك بعد اليوم ، إنه قد حضر من أبيك
ما ليس بتاركٍ منه أحداً )
759- وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعالج سكرات الموت ،
وعائشة رضي الله عنها مُسندته صدرها ، وبين يديه صلى الله عليه وسلم
760- فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يُدخل يَدَيه في الماء فيمسح بهما
( لا إله إلا الله إن للموت سكرات )
761- ثم نَصَبَ صلى الله عليه وسلم يَده ، فجعل يقول :
فَقُبض ، ومالَتْ يده صلى الله عليه وسلم .
762- وفي رواية قالت عائشة : كنت مُسندته إلى صدري ، فدعا بطَسْت ،
فلقد انْخَنَثَ - أي مال - في حِجْري ، فما شعرت أنه مات .
763- وفي رواية الإمام أحمد قالت عائشة :
فبينما رأسه صلى الله عليه وسلم على منكبي إذ مال رأسه نحو رأسي ،
764- وفي رواية أخرى قالت عائشة :
( قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ورأسه بين سَحْري ونَحْري ،
فلما خرجت نفسه لم أجد ريحاً قط أطيب منها )
765- وكانت وفاته صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ضُحى يوم الإثنين
١٢ ربيع الأول سنة ١١ هـ ، وعمره ٦٣ .
766- وشاع خبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ، ونزل خبر
وفاته صلى الله عليه وسلم على الصحابة رضي الله عنهم كالصاعقة ،
767- ودخل الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ،
ينظرون إليه ، وقالوا : كيف يموت وهو شهيد علينا ، ونحن شهداء
768- وجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ودخل على النبي
صلى الله عليه وسلم ، فلما رآه ، قال :
( واغَشَيَاه، ما أشَدَّ غَشْي رسول الله صلى الله عليه وسلم )