وبينت النصوص الشرعية كثيراً من فضائل الذكر وثمراته،
{ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرَاً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
ولا يمكن أن يتحقق فلاح إلا بأمرين :
والذكر يأتي بذلك كله، وهذا ما سيبين لك في هذا المقال ..
ومن ذلك ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قال :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ ،
فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ ، فَقَالَ :
( سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ ، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ» . قَالُوا :
وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :«الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ )
" أي المنفردون المعتزلون عن الناس ،من فرد إذا اعتزل
وهنا سؤال مهم ..لماذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
الذاكرين بعد ذكر هذا الجبل ؟
شابه الجبلُ أهل الذكر من وجهين :
الجبل ثابت في الأرض ،والمؤمن الذاكر لا يغفل ولا يتزحزح
ولا يشغل عن طريق ذكر الله .
رآه النبي صلى الله عليه وسلم بمعزل فلا أحد بجواره،والذاكر لربه انفرد
عن الناس بذكر ربه، فهو وإن كان معهم بجسده إلا أن قلبه متصل بالله .
{ وَمِنْ شَرّ غَاسِق إِذَا وَقَبَ }
من شر ما يكون في الليل حين يغشى الناس وتنتشر فيه كثير من الأرواح
الشريرة و الحيوانات المؤذية .
و مما ورد عنه صلى الله عليه وسلم في هذا :
( إذا أمسيتم، فكفوا صبيانكم،فإن الشياطين تنتشر حينئذ،
فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب
واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقا )
{ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }
ذلك لان القرأن الكريم هداية للناس وشفاء لما في الصدوروالشيطان
سبب الشرور والضلالات ..فأمر الله سبحانه كل قارىء للقرأن أن يتحصن
به سبحانهمن الشيطان الرجيم ووساوسه وحزبهوأجمع العلماء على أن
الاستعاذة ليست من القرأن الكريمولهذا لم تكتب في المصاحف
استجير وأتحصن بالله وحده (( من الشيطان )) أي : من كل عات متمرد
من الجن والانس يصرفني عن طاعة ربي وتلاوة كتابه.
(( الرجيم )) أي : المطرود من رحمة الله