قَوْلُهُ : ) وَ فِي الْبَابِ عَنْ جَابِرٍ وَ زَيْدِ بْنِ خَالِد ٍوَ أَنَسٍ وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ
وَأَبِي أَيُّوبَ وَأُمِّ حَبِيبَةَ وَعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ )
أَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍفَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ ،
وَ أَمَّا حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ فَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ ،
وَ أَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُوَ أَبُو دَاوُدَ،
وَ أَمَّا حَدِيثُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَ مُسْلِمٌ،
و أَمَّا حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُوَ أَبُو دَاوُدَوَ الْحَاكِمُ،
وَ أَمَّا حَدِيثُ أُمِّ حَبِيبَةَ فَلْيُنْظَرْ مَنْ خَرَّجَهُ ،
وَ أَمَّا حَدِيثُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيث ُسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ إِلَّاالنَّسَائِيَّ .
قَوْلُهُ : ( اخْتَارُوا تَعْجِيلَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ )
لِحَدِيثِ الْبَابِ وَ لِحَدِيثِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ : كُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنَا وَ إِنَّهُ لَيُبْصِرُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ،
وَ لِحَدِيثِعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ:
لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ أَوْ عَلَى الْفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ حَتَّى تَشْتَبِكَ النُّجُومُ
رَوَاهُأَحْمَدُوَ أَبُو دَاوُدَ .
قَوْلُهُ :) حَتَّى قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ لَيْسَ لِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ إِلَّا وَقْتٌ وَاحِدٌ )
قَدِ اخْتَلَفَ السَّلَفُ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ هَلْ هِيَ ذَاتُ وَقْتٍ أَوْ وَقْتَيْنِ ،
فَقَالَالشَّافِعِيُّوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : إِنَّهُ لَيْسَ لَهَا إِلَّا وَقْتٌ وَاحِدٌ وَ هُوَ أَوَّلُ الْوَقْتِ .
وَ قَالَ الْأَكْثَرُونَ : هِيَ ذَاتُ وَقْتَيْنِ أَوَّلُ الْوَقْتِ هُوَ غُرُوبُ الشَّمْسِ وَ آخِرُهُ ذَهَابُ الشَّفَقِ الْأَحْمَرِ .
تَمَسَّكَالشَّافِعِيُّوَ ابْنُ الْمُبَارَكِبِحَدِيثِجِبْرِيلَفَإِنَّ فِيهِ :
ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ لِوَقْتِهِ الْأَوَّلِ وَ تَمَسَّكَ الْأَكْثَرُونَ بِحَدِيثِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوفَإِنَّ فِيهِ
:وَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَسْقُطْ ثَوْرُ الشَّفَقِ،
رَوَاهُمُسْلِمٌوَ غَيْرُهُ ، وَ بِحَدِيثِأَبِي مُوسَىفَإِنَّ فِيهِثُمَّ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى كَانَ عِنْدَ سُقُوطِ الشَّفَقِ
رَوَاهُمُسْلِمٌوَ غَيْرُهُ وَ قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ هُوَ الْحَقُّ .
وَ أَمَّا حَدِيثُجِبْرِيلَفَإِنَّهُ كَانَبِمَكَّةَ، وَ هَذَانِ الْحَدِيثَانِ مُتَأَخِّرَانِ عَنْهُ وَ مُتَضَمَّنَانِ لِزِيَادَةِ ،
قَالَالنَّوَوِيُّفِي شَرْحِمُسْلِمٍتَحْتَ حَدِيثِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو :
هَذَا الْحَدِيثُ وَ مَا بَعْدَهُ مِنَ الْأَحَادِيثِ صَرِيحٌ فِي أَنَّ وَقْتَ الْمَغْرِبِ يَمْتَدُّ إِلَى غُرُوبِ الشَّفَقِ ،
وَ هَذَا أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ فِي مَذْهَبِنَا ، وَ هُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَ جُمْهُورِ نَقَلَةِ مَذْهَبِنَا ،
وَ قَالُوا الصَّحِيحُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهَا إِلَّا وَقْتٌ وَاحِدٌ ،
وَ هُوَ عَقِبَ غُرُوبِ الشَّمْسِ بِقَدْرِ مَا يَطْهُرُ وَ يَسْتُرُ عَوْرَتَهُ وَ يُؤَذِّنُ وَ يُقِيمُ ،
فَإِنْ أَخَّرَ الدُّخُولُ فِي الصَّلَاةِ عَنْ هَذَا الْوَقْتِ أَثِمَ وَ صَارَتْ قَضَاءً
وَ ذَهَبَ الْمُحَقِّقُونَ مِنْ أَصْحَابِنَا إِلَى تَرْجِيحِ الْقَوْلَبِجَوَازِ تَأْخِيرِهَا مَا لَمْ يَغِبِ الشَّفَقُ
وَ أَنَّهُ يَجُوزُ ابْتِدَاؤُهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ مِنْ ذَلِكَ وَ لَا يَأْثَمُ بِتَأْخِيرِهَا عَنْ أَوَّلِ الْوَقْتِ ،
وَ هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ ، وَ الصَّوَابُ الَّذِي لَا يَجُوزُ غَيْرُهُ .
وَ الْجَوَابُ : عَنْ حَدِيثِجِبْرِيلَحِينَ صَلَّى الْمَغْرِبَ فِي الْيَوْمَيْنِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ
حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ اقْتَصَرَ عَلَى بَيَانِ وَقْتِ الِاخْتِيَارِ وَ لَمْ يَسْتَوْعِبْ وَقْتَ الْجَوَازِ ،
وَ هَذَا جَارٍ فِي كُلِّ الصَّلَاةِ سِوَى الظُّهْرِ .
وَ الثَّانِي : أَنَّهُ مُتَقَدِّمٌ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِبِمَكَّةَ، وَ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ بِامْتِدَادِ وَقْتِ الْمَغْرِبِ
إِلَى غُرُوبِ الشَّفَقِ مُتَأَخِّرَةٌ فِي أَوَاخِرِ الْأَمْرِبِالْمَدِينَةِفَوَجَبَ اعْتِمَادُهَا .
وَ الثَّالِثُ : أَنَّ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ أَصَحُّ إِسْنَادًا مِنْ حَدِيثِ بَيَانِجِبْرِيلَعَلَيْهِ السَّلَامُ
فَوَجَبَ تَقْدِيمُهَا . انْتَهَى كَلَامُالنَّوَوِيِّ .
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ . و أجل

( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )
=======================
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
" إن شـاء الله "