خلق الحياء وأهميته في حياة المسلم (04-04)
قال أبو الحسن الماوردي في كتابه " أدب الدنيا والدين "
والثاني:الحياء في الإنسان قد يكون من ثلاثة أوجه:
أحدها: حياؤه من الله تعالى.
والثاني : حياؤه من الناس .
والثالث: حياؤه من نفسه فأما حياؤه من الله تعالى فيكون
بامتثال أوامره والكف عن زواجره.
روى ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( استحيوا من الله حق الحياء. قال: قلنا: يا رسول الله، إنا نستحي
والحمد لله، قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء
أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت
والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك
استحيا من الله حق الحياء )
وهذا الحديث من أبلغ الوصايا.
ويقول أبو الحسن الماوردي عن نفسه:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ذات ليلة فقلت
يا رسول الله أوصني . فقال: استحي من الله عز وجل حق الحياء.
ثم قال: تغير الناس. قلت: وكيف ذلك يا رسول الله ؟
قال: كنت أنظر إلى الصبي فأرى من وجهه البشر والحياء وأنا أنظر إليه
اليوم فلا أرى ذلك في وجهه.
فيكون بكف الأذى وترك المجاهرة بالقبيح
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( من تقوى الله اتقاء الناس )
وروى أن حذيفة بن اليمان أتى الجمعة فوجد الناس قد انصرفوا
فتنكب الطريق عن الناس وقال: لا خير فيمن لا يستحي من الناس.
فيكون بالعفة وصيانة الخلوات.
ليكن استحياؤك من نفسك أكثر من استحيائك من غيرك.
من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر.