الموضوع: طريق الحق واحد
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-22-2010, 08:20 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي


صفات الطريــق كما وضحها لنا النبي صل الله عليه وسلم:

يقول ابن القيم "ولا تكون الطريق صراطًا حتى تتضمن خمسة أمور:
1) الإستقامة .. 2) والإيصال إلى المقصود .. 3) والقُرب ..
4) وسعته للمارين عليه .. 5) وتعينه طريقًا للمقصود ..
ولا يخفى تضمن الصراط المستقيم لهذه الأمور الخمسة.
فوصفه بالإستقامة يتضمن قربه؛ لأن الخط المستقيم هو أقرب
خط فاصل بين نقطتين وكلما تعوج طال وبَعُد ..
واستقامته تتضمن إيصاله إلى المقصود .. ونصبه لجميع من يمر
عليه يستلزم سعته ..وإضافته إلى المنعم عليهم ووصفه
بمخالفة صراط أهل الغضب والضلال، يستلزم تعينه طريقًا"
[مدارج السالكين (1:11,12)]
ويقول ابن رجب الحنبلي "ضرب النَّبيُّ صل الله عليه وسلم
مثلَ الإسلام في هذا الحديث بصراطٍ مستقيمٍ، وهو الطريقُ السَّهلُ
الواسعُ، الموصلُ سالكَه إلى مطلوبه، وهو - مع هذا - مستقيمٌ،
لا عوَجَ فيه، فيقتضي ذلك قربَه وسهولته"
[جامع العلوم والحكم (15:32)]

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فالطريق قريـــب ..


وليست العبرة فيه بمن سَبَق، إنما العبرة بمن صَدَق وحصَّل
الثمرات المرجوة من سيره في الطريـق إلى الله سبحانه وتعالى ..

فمن يدخل الطريق بصدق وإخلاص تجده موفقًا، فيقطع الطريق
بسهولة ويُرْزَق حُسن الخاتمة بالرغم من عدم مرور وقت طويل
على سلوكه طريق الهداية والالتزام ..
وآخر ربما تكون مرت عليه سنوات في الطريق وطلب العلم على
يد الكثيــر من الشيوخ، لكنه مازال متعلقاً برواسب الجاهلية التي
تُثْقِلُه وتجعله لا يستطيع استشعار الطمأنينة وحلاوة الإيمان.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الطريــق إلى الله واحد، لا تعدد فيــه ..

عن عبد الله بن مسعود قال: خطَّ لنا رسول الله صل الله عليه وسلم
خطًا، ثم قال "هذا سبيلالله"، ثم خطَّ خطوطًا عن يمينه وعن شماله،
وقال "هذه سُبُل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه"
ثم قرأ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
[الأنعام: 153] [رواه أحمد وحسنه الألباني، مشكاة المصابيح (166)]
.. فورد سبيل الله مفردًا؛ لأنه واحد لا تعدد فيه ..
وجُمِعَت السُبُل الأخرى؛ لأن سُبُل الضلالة كثيرة ومتعددة.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وحينما تكلم الإمام ابن القيم عن الإفراد والجمع في المصطلحات القرآنية،
قال "مما يدخل في هذا الباب: جمع الظلمات وإفراد النور،
وجمع سبل الباطل وإفراد سبيل الحق، وجمع الشمائل وإفراد اليمين..

أما الأول: فكقوله
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ..}[الأنعام: 1]


وأما الثاني: فكقوله
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ..}
[الأنعام: 153]


وأما الثالث: فكقوله
{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ
عَنِ الْيَمِين ِوَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ}[النحل: 48]


والجواب عنها يخرج من مشكاة واحدة وسر ذلك والله أعلم:


أن طريق الحق واحد، وهو على الواحد للأحد ..


كما قال تعالى {.. هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ}[الحجر: 41]

قال مجاهد: الحق طريقه على الله، ويرجع إليه كما يقال طريقك علي"
[بدائع الفوائد (1:127)]

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فإنك لن تُهدى إلى طريق الله عزَّ وجلَّ ولن تتمكن من السير عليه،
إلا إذا استعنت بالله تعالى وحده .. أما إذا ركنت على نفسك
ولو للحظة، وظننت أنه بإمكانك الاستعانة بقدراتك وإمكانياتك
دون الاستعانة بحول الله وقوته فقد ضللت سواء السبيـــل.

فالمقصود الأسمى هو الله جلَّ وعلا، ولا ينبغي أن يكون
في القلب عبودية لسواه ..

وكثيرٌ من الناس يلتفتون عن الطريق، ويعيشون الوهم والخديعة
الكبرى ويحسبـــون أنهم مهتدون!! .. وذلك لأنه قد تكون في
قلوبهم عبودية للمال أو الجــاه أو حب الدنيــا وملذاتها الفانية.

والسؤال الذي ينبغي أن تسأله الآن:


ما هو هذا الطريــق الواحد إلى الله عزَّ وجلَّ؟


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس