الأخت / الملكة نـــور
الرِّضا
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
( إن أعظم الجزاء من عِظَم البلاء ، وأن اللّه تَعالى إذا أحَبّ قوما
إبتلاهُم ، فَمَن رَضي فَلَهُ الرضا وَمَن سَخِطَ فَلَهُ السُخط )
(رواه الترمذي وقال حديث حسن)
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
إرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، وإجتنب ما حرم الله عليك تكن
من أورع الناس ، وأدّ ما إفترض الله عليك تكن من أعبد الناس ، ولا تشكُ
من هو أرحم بك (الله عزوجل) إلى من لا يرحمك (الناس)ـ ، وإستعن بالله
تكن من أهل خاصته.
وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري:
أما بعد فإن الخير كله في الرضا ، فإن إستطعت أن ترضى وإلاّ فاصبر.
وقيل للامام الحسين رضي الله عنه إن أبا ذر يقول:
الفقر أحب إليّ من الغنى ، والسقم أحب إليّ من الصحة ، فقال: رحم الله
تعالى أبا ذر ، أما أنا فأقول من إتّكل على حسن إختيار الله تعالى له لم
يتمن غير ماإختاره الله عزوجل له.
وقال أبو علي الدقاق:
وليس الرضا أن لاتحس بالبلاء ، إنما الرضا أن لا تعترض على الحكم
والقضاء. ويكون العبد راضيا حق الرضا إذا سرّته المصيبة
كما سرّته النعمة.
كان صلى الله عليه وآله وسلم يدعو:
( أللّهُمّ إنّي أسألُكَ الرضا بعد القضاء )
وواضح أن الواجب على العبد أن يرضى بالقضاء الذي أمر الرضاء به ،
إذ ليس كل ما هو بقضائه يجوز للعبد أو يجب عليه الرضا به ، كالمعاصي
ومختلف أنواع محن المسلمين... ويعني ذلك أنه عند وقوع المعصية
والمحنة يكون الواجب هو العمل على تغييرها لا الخنوع والرضا بها .
ويمكن للعبد أن يستشعر رضاء الله عنه إذا كان هو راضيا عن ربه
في حالات الضراء والسراء على السواء ،
قال تعالى
{ رضِيَ اللّهُ عَنهُم ورَضوا عَنهُ }
إن عدم الرضا بمصائب الدنيا قد يصحبه الجزع. ومن جزع من مصائب
الدنيا تحولت مصيبته في دينه ، لأن الجزع نفسه هو مصيبة في الدين ،
فالمؤمن يرضى عن ربه وعن ما يقضي به ربه ، فالخير ما يختاره الله
لعبده المؤمن لا ما يحبه هو لنفسه.