
12-08-2010, 11:16 AM
|
Moderator
|
|
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
|
|
أَيْ بِجِلْدٍ . قَالَ مَيْرُك : هُوَ قُرَشِيٌّ هَاجَرَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
وَ تَرَكَ النِّعْمَةَ وَ الْأَمْوَالَ بِمَكَّةَ , وَ هُوَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ السَّاكِنِينَ فِي مَسْجِدِ قَبَاءَ .
وَ قَالَ صَاحِبُ الْمِشْكَاةِ فِي الْإِكْمَالِ عَبْدَرِيٌّ كَانَ مِنْ أَجِلَّةِ الصَّحَابَةِ وَ فُضَلَائِهِمْ ,
هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي أَوَّلِ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهَا ثُمَّ شَهِدَ بَدْرًا
وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بَعَثَ مُصْعَبًا بَعْدَ الْعَقَبَةِ الثَّانِيَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ
يُقْرِئُهُمْ الْقُرْآنَ وَ يُفَقِّهُهُمْ فِي الدِّينِ .
وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ الْجُمْعَةَ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ ,
وَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ أَنْعَمِ النَّاسِ عَيْشًا وَ أَلْيَنِهِمْ لِبَاسًا , فَلَمَّا أَسْلَمَ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا
قَوْلُهُ : ( فَلَمَّا رَآهُ )
أَيْ أَبْصَرَ مُصْعَبًا بِتِلْكَ الْحَالِ الصَّعْبَاءِ
قَوْلُهُ : ( بَكَى لِلَّذِي )
أَيْ لِلْأَمْرِ الَّذِي
قَوْلُهُ : ( كَانَ فِيهِ )
أَيْ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ
قَوْلُهُ : ( وَ اَلَّذِي هُوَ فِيهِ )
أَيْ وَ لِلْأَمْرِ الَّذِي هُوَ فِيهِ مِنْ الْمِحْنَةِ وَ الْمَشَقَّةِ
قَوْلُهُ : ( الْيَوْمَ )
أَيْ فِي الْوَقْتِ الْحَاضِرِ
قَوْلُهُ : ( كَيْفَ )
أَيْ الْحَالُ
قَوْلُهُ : ( بِكُمْ إِذَا غَدَا أَحَدُكُمْ )
أَيْ ذَهَبَ أَوَّلُ النَّهَارِ
قَوْلُهُ : ( فِي حُلَّةٍ )
بِضَمٍّ فَتَشْدِيدٍ . أَيْ فِي ثَوْبٍ أَوْ فِي إِزَارٍ وَ رِدَاءٍ
قَوْلُهُ : ( وَ رَاحَ )
أَيْ ذَهَبَ آخِرَ النَّهَارِ
قَوْلُهُ : ( فِي حُلَّةٍ )
أَيْ أُخْرَى مِنْ الْأُولَى قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ :
أَيْ كَيْفَ يَكُونُ حَالُكُمْ إِذَا كَثُرَتْ أَمْوَالُكُمْ بِحَيْثُ يَلْبَسُ
كُلٌّ مِنْكُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ حُلَّةً وَ آخِرَهُ أُخْرَى مِنْ غَايَةِ التَّنَعُّمِ
قَوْلُهُ : ( وَ وُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ صَحْفَةٌ )
أَيْ قَصْعَةٌ مِنْ مَطْعُومٍ
قَوْلُهُ : ( وَ رُفِعَتْ أُخْرَى )
أَيْ مِنْ نَوْعٍ آخَرَ كَمَا هُوَ شَأْنُ الْمُتْرَفِينَ وَ هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ كَثْرَةِ أَصْنَافِ الْأَطْعِمَةِ الْمَوْضُوعَةِ
عَلَى الْأَطْبَاقِ بَيْنَ يَدَيْ الْمُتَنَعِّمِينَ
قَوْلُهُ : ( وَ سَتَرْتُمْ بُيُوتَكُمْ )
بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَكَسْرِهَا أَيْ جُدْرَانَهَا . وَ الْمَعْنَى زَيَّنْتُمُوهَا بِالثِّيَابِ النَّفِيسَةِ مِنْ فَرْطِ التَّنَعُّمِ
قَوْلُهُ : ( كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ )
فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ سِتْرَهَا مِنْ خُصُوصِيَّاتِهَا لِامْتِيَازِهَا
قَوْلُهُ : ( نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مِنَّا الْيَوْمَ )
وَ بَيَّنُوا سَبَبَ الْخَيْرِيَّةِ بِقَوْلِهِمْ مُسْتَأْنَفًا فِيهِ مَعْنَى التَّعْلِيلِ
قَوْلُهُ : ( نَتَفَرَّغُ )
أَيْ عَنْ الْعَلَائِقِ وَ الْعَوَائِقِ
قَوْلُهُ : ( لِلْعِبَادَةِ )
أَيْ بِأَنْفُسِنَا
قَوْلُهُ : ( وَ نُكْفَى )
بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ الْمُتَكَلِّمِ
قَوْلُهُ : ( الْمُؤْنَةَ )
أَيْ بِخَدَمِنَا وَ الْوَاوُ لِمُطْلَقِ الْجَمْعِ .
فَالْمَعْنَى نَدْفَعُ عَنَّا تَحْصِيلَ الْقُوتِ لِحُصُولِهِ بِأَسْبَابٍ مُهَيَّأَةٍ لَنَا فَنَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ
مِنْ تَحْصِيلِ الْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ وَ الْعَمَلِ بِالْخَيْرَاتِ الْبَدَنِيَّةِ وَ الْمَبَرَّاتِ الْمَالِيَّةِ
قَوْلُهُ : ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : لَا )
أَيْ لَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا ظَنَنْتُمْ
قَوْلُهُ : ( أَنْتُمْ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ )
لِأَنَّ الْفَقِيرَ الَّذِي لَهُ كَفَافٌ خَيْرٌ مِنْ الْغَنِيِّ . لِأَنَّ الْغَنِيَّ يَشْتَغِلُ بِدُنْيَاهُ وَ لَا يَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ
مِثْلُ مَنْ لَهُ كَفَافٌ لِكَثْرَةِ اِشْتِغَالِهِ بِتَحْصِيلِ الْمَالِ .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ )
وَ أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى مِنْ قِصَّةِ عَلِيٍّ الْمَذْكُورَةِ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ
وَ ذَكَرَ الْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ لَفْظَهُ بِتَمَامِهِ .
قَوْلُهُ ( وَ يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ هَذَا هُوَ مَدِينِيٌّ إِلَخْ )
الْمَقْصُودُ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ بَيَانُ الْفَرْقِ بَيْنَ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ الثَّلَاثَةِ الْمُسَمَّيْنَ بِيَزِيدَ .
فَالْأَوَّلُ يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ مَدِينِيٌّ الْمَذْكُورُ فِي سَنَدِ هَذَا الْحَدِيثِ وَ قَدْ تَقَدَّمَ تَرْجَمَتُهُ فِي هَذَا الْبَابِ ,
وَ الثَّانِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ الدِّمَشْقِيُّ
وَ قَدْ تَقَدَّمَ تَرْجَمَتُهُ فِي شَرْحِ الْحَدِيثِ الرَّابِعِ مِنْ أَبْوَابِ الشَّهَادَاتِ ,
وَ الثَّالِثُ يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ الْكُوفِيُّ وَ قَدْ تَقَدَّمَ تَرْجَمَتُهُ فِي بَابِ السِّوَاكِ وَ الطِّيبِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ . و أجل

( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )
|