قَوْلُهُ ) : مِنَ الْكَلَفِ)
بِفَتْحِ الْكَافِ وَ اللَّامِ لَوْنٌ بَيْنَ السَّوْدَاءِ وَ الْحُمْرَةِوَ هِيَ حُمْرَةُ كُدْرَةٍ تَعْلُو الْوَجْهَ
وَ شَيْءٌ يَعْلُو الْوَجْهَكَالسِّمْسِمِ ، كَذَا فِي الصِّحَاحِلِلْجَوْهَرِيِّ،
وَ زَادَ فِي رِوَايَةِأَبِي دَاوُدَلَا يَأْمُرُهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَبِقَضَاءِ صَلَاةِ النِّفَاسِ .
قَوْلُهُ . ( هَذَا حَدِيثٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِأَبِي سَهْلٍ . . . إِلَخْ )
قَالَ الْحَافِظُ فِي التَّلْخِيصِ : أَخْرَجَهُأَحْمَدُوَأَبُو دَاوُدَوَ التِّرْمِذِيُّوَ ابْنُ مَاجَهْوَ الدَّارَقُطْنِيُّ
وَ الْحَاكِمُوَ أَبُو سَهْلٍ ،وَ ثَّقَهُالْبُخَارِيُّوَ ابْنُ مَعِينٍوَ ضَعَّفَهُابْنُ حِبَّانَ
. وَ أُمُّ بُسَّةَمُسَّةُمَجْهُولَةُ الْحَالِ . قَالَالدَّارَقُطْنِيُّ : لَا يَقُومُ بِهَا حُجَّةٌ ،
وَ قَالَابْنُ الْقَطَّانِ : لَا يُعْرَفُ حَالُهَا ، وَ أَغْرَبَابْنُ حِبَّانَفَضَعَّفَهُبِكَثِيرِ بْنِ زِيَادٍوَ لَمْ يُصِبْ .
وَ قَالَالنَّوَوِيُّ : قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنْ مُصَنِّفِي الْفُقَهَاءِ إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ ضَعِيفٌ مَرْدُودٌ عَلَيْهِمْ ،
وَ لَهُ شَاهِدٌ أَخْرَجَهُابْنُ مَاجَهْمِنْ طَرِيقِسَلَّامٍ
عَنْحُمَيْدٍعَنْأَنَسٍأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَقَّتَ لِلنُّفَسَاءِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ،
إِلَّا أَنْ تَرَى الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكَ ،قَالَ لَمْ يَرْوِهِ عَنْحُمَيْدٍغَيْرُسَلَّامٍ وَ هُوَ ضَعِيفٌ ،
وَ رَوَاهُعَبْدُ الرَّزَّاقِمِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْأَنَسٍمَرْفُوعًا
وَ رَوَىالْحَاكِمُمِنْ حَدِيثِالْحَسَنِعَنْعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِقَالَ
: وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ للنِّسَاءَ فِي نِفَاسِهِنَّ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ،
وَ قَالَ : صَحِيحٌ إِنْ سَلِمَ مِنْأَبِي هِلَالٍ . قُلْتُ وَ قَدْ ضَعَّفَهُالدَّارَقُطْنِيُّ
وَ الْحَسَنُعَنْعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِمُنْقَطِعٌ
وَ الْمَشْهُورُ عَنْعُثْمَانَمَوْقُوفٌ عَلَيْهِ . انْتَهَى مَا فِي التَّلْخِيصِ .
وَ قَدْ ذَكَرَ الْحَافِظُ حَدِيثَ الْبَابِ فِي بُلُوغِ الْمَرَامِ وَ قَالَ صَحَّحَهُالْحَاكِمُوَ أُقِرَّ تَصْحِيحُهُ
وَ لَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ ، وَ قَدْ قَالَ فِي التَّقْرِيبِ فِي تَرْجَمَةِ مُسَّةَالْأَزْدِيَّةِ : إِنَّهَا مَقْبُولَةٌ كَمَا عَرَفْتَ ،
وَ قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ وَ أَجَابَ فِي الْبَدْرِ الْمُنِيرِ عَنِ الْقَوْلِ بِجَهَالَةِمُسَّةَفَقَالَ :
وَ لَا نُسَلِّمُ جَهَالَةَ عَيْنِهَا وَ جَهَالَةُ حَالِهَا مُرْتَفِعَةٌ فَإِنَّهُ رَوَى عَنْهَا جَمَاعَةٌ ؛
كَثِيرُ بْنُ زِيَادٍوَ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَوَ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ،
وَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَزْرَمِيُّعَنِالْحَسَنِعَنْمُسَّةَأَيْضًا فَهَؤُلَاءِ رَوَوْا عَنْهَا
وَ قَدْ أَثْنَى عَلَى حَدِيثِهَاالْبُخَارِيُّوَ صَحَّحَالْحَاكِمُإِسْنَادَهُ فَأَقَلُّ أَحْوَالِهِ أَنْ يَكُونَ حَسَنًا ، انْتَهَى .
قُلْتُ : الظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ حَسَنٌ صَالِحٌ لِلِاحْتِجَاجِ ، وَ فِي الْبَابِ أَحَادِيثُأُخْرَى ضَعِيفَةٌ تُؤَيِّدُهُ .
فَمِنْهَا مَا تَقَدَّمَ فِي كَلَامِ الْحَافِظِ ، وَ مِنْهَا حَدِيثُأَبِي الدَّرْدَاءَوَ أَبِي هُرَيْرَةَقَالَا
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ :
تَنْتَظِرُ النُّفَسَاءُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا إِلَّا أَنْ تَرَى الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكَ
فَإِنْ بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَ لَمْ تَرَ الطُّهْرَ فَلْتَغْتَسِلْ ،
ذَكَرَهُابْنُ عَدِيٍّوَ فِيهِالْعَلَاءُ بْنُ كَثِيرٍوَ هُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا ،
وَ مِنْهَا حَدِيثُعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوأَخْرَجَهُالْحَاكِمُفِي الْمُسْتَدْرَكِوَ الدّارَقُطْنيُّفِي سُنَنِهِ
وَ فِي إِسْنَادِهِعَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِوَ ابْنُ عُلَاثَةَ، قَالَالدَّارَقُطْنِيُّ مَتْرُوكَانِ ضَعِيفَانِ .
وَ مِنْهَا حَدِيثُأمنا أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَرضى الله عنها و عن أبيها
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَقَّتَ لِلنِّسَاءِ فِي نِفَاسِهِنَّ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ،
أَخْرَجَهُالدَّارَقُطْنِيُّ، وَ مِنْهَا حَدِيثُجَابِرٍقَالَ :
وَقَّتَ لِلنِّسَاءِ أَرْبَعِينَ يَوْمًاأَخْرَجَهُالطَّبَرَانِيُّفِي مُعْجَمِهِ الْوَسَطِ .
ذَكَرَالْحَافِظُ الزَّيْلَعِيُّفِي نَصْبِ الرَّايَةِ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ بِأَسَانِيدِهَا وَ مُتُونِهَا مَعَ الْكَلَامِ عَلَيْهَا .
قَوْلُهُ : ( وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ الْفُقَهَاءِ وَبِهِ يَقُولُسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ
وَابْنُ الْمُبَارَكِوَالشَّافِعِيُّوَأَحْمَدُوَإِسْحَاقُ (
وَ هُوَ قَوْلُ الْحَنَفِيَّةِ وَ اسْتَدَلُّوا بِأَحَادِيثِ الْبَابِ ، قَالَالشَّوْكَانِيُّفِي النَّيْلِ :
وَ الْأَدِلَّةُ الدَّالَّةُ عَلَى أَنَّ أَكْثَرَ النِّفَاسِ أَرْبَعُونَ يَوْمًا مُتَعَاضِدَةٌ بَالِغَةٌ إِلَى حَدِّ الصَّلَاحِيَّةِ
وَ الِاعْتِبَارِ فَالْمَصِيرُ إِلَيْهَا مُتَعَيِّنٌ فَالْوَاجِبُ عَلَى النُّفَسَاءِ وُقُوفُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا
إِلَّا أَنْ تَرَى الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكَ ، انْتَهَى .
قَوْلُهُ ) : وَ يُرْوَى عَنِالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّأَنَّهُ قَالَ إِنَّهَا تَدَعُ الصَّلَاةَ خَمْسِينَ يَوْمًا إِذَا لَمْتَطْهُرْ )
وَ فِي نُسْخَةٍ قَلَمِيَّةٍ عَتِيقَةٍ إِذَا لَمْ تَرَالطُّهْرَ .
قَوْلُهُ ) : وَ يُرْوَى عَنْعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍوَالشَّعْبِيِّسِتِّينَ يَوْمًا)
وَ هُوَ قَوْلُالشَّافِعِيِّوَ رُوِيَ عَنْإِسْمَاعِيلَوَ مُوسَىابْنَيْجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ
سَبْعُونَ يَوْمًا قَالُوا إِذْ هُوَ أَكْثَرُ مَاوُجِدَ .
قُلْتُ : لَمْ أَجِدْ عَلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ دَلِيلًا مِنَ السُّنَّةِ ،
فَالْقَوْلُ الرَّاجِحُ الْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ هُوَ مَا قَالَ بِهِ أَكْثَرُ الْفُقَهَاءِ ،
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ . و أجل

( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )