من:الأخ / أديب سعيد
" وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا "
{ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ
مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا }
(سورة طه.114)
وقوله :
{ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ }
كقوله تعالى في سورة
" القيامة "
{ لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ *
فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ }
[ القيامة : 16 - 19 ]
وثبت في الصحيح عن ابن عباس ;
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعالج من الوحي شدة ، فكان مما
يحرك لسانه ، فأنزل الله هذه الآية يعني : أنه ، عليه السلام ، كان إذا
جاءه جبريل بالوحي ، كلما قال جبريل آية قالها معه ، من شدة حرصه
على حفظ القرآن ، فأرشده الله تعالى إلى ما هو الأسهل والأخف في حقه;
لئلا يشق عليه . فقال :
{ لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }
أي : أن نجمعه في صدرك ، ثم تقرأه على الناس من غير
أن تنسى منه شيئا ،
{ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ }
وقال في هذه الآية :
{ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ }
أي : بل أنصت ، فإذا فرغ الملك من قراءته عليك فاقرأه بعده ،
{ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا }
أي : زدني منك علما .
تفسير أبن كثير(سورة طه.114)
وكان ابن مسعود رضي الله عنه إذا قرأ هذه الآية قال :
" اللهمَّ ربّ زدني علمًا وإيمانًا ويقينًا "
و روى ابن ماجه بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علما
والحمد لله على كل حال اللهمَّ ربّ زدني علمًا وإيمانًا ويقينًا )
وأخرجه الترمذي
قال الإمام الماوردي رحمه الله
، في كتاب " النكت والعيون":
يحتمل أربعة أوجه :
أحدها : زدني أدباً في دينك لأن ما يحتاج إليه من علم دينه لنفسه أو لأمته
لا يجوز أن يؤخره الله عنده حتى يلتمسه منه .الثاني : زدني صبرًا على
طاعتك وجهاد أعدائك ، لأن الصبر يسهل بوجود العلم .الثالث : زدني
علمًا بقصص أنبيائك ومنازل أوليائك.الرابع : زدني علمًا بحال أمتي
وما تكون عليه من بعدي .
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
قيل ليوسف عليه السلام وهو في السجن
{ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }
وقيل له عليه السلام وهو على خزائن مصر
{ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }
المعدن الطيب لاتغيره المناصب
ولا المصائب فكن محسناً.