
01-01-2011, 12:17 PM
|
Moderator
|
|
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
|
|
الحلقه الثانيه ( إتيكيت الطعام و آداب المائدة )
الحلقةالثانية
( إتيكيت الطعام و آداب المائدة )
هلتعلم ؟؟
مئذنة الكُتُبيه التي أقيمت في مدينة مراكش الغربية منذ ثمانية قرون ،
مُزج في مواد بنائها 900 كيس من المسك ،
بحيث تظل عابقة دائماً بعطره
***************
إمتداد لسلسلة البروتوكول و الدبلوماسية فى الحضارة الاسلامية
نتطرق اليوم لموضوع آخر جديد و هو
آداب الطعام و المآدب
بين الحضارة الاسلامية والعصر الحديث
لما كان الأنسان هو خليفة الله فى الارض ،
خلقه للقيام بواجبات العبادة و لإعمار الكون و إظهار المشئية الالهية من ناحية ثانية ،
و لما كان التعارف هو وسيلة الالتقاء بين الناس على النحو المعروف لذا فإن الاكل
يعد حجر الزاوية فى هذه الامور جميعا ، فهو الذي يقيم البدن و يقويه و ينميه
و من ثم يستطيع القيام بالواجبات المنوطة به كما أن للوليمة أهمية كبرى فى التعارف
و إقامة الود بين الناس و توطيد العلاقات و الصداقات بينهم ،
و عليه فان آداب الأكل و الولائم من أهم موضوعات البروتوكول و الإلتزام بها
يدل عن شخصية الفرد و ثقافته و حضارته و الطبقة الأجتماعية التى ينتمى اليها
و سنتناول الأن آداب الطعام و الولائم فى الإسلام ثم فى المجتمع الحديث
على النحو السابق فى سلسلة حلقاتنا حول الموضوع
أولا : بروتوكول الطعام والولائم فى الاسلام
نظر الاسلام إلى الأكل كوظيفة أجتماعية ذات طابع دينى
فقد قال الله و قوله الحق سبحانه و تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ
وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }
البقرة172
و الربط بين الأكل و الدين يجعل للأكل آدابا تجدر مراعاتها
و يمكن تقسيم هذه الآداب الى آداب متعلقة بحالة الأكل منفردا و آداب الولائم
و يتعلق بهذا الامر عدة آداب عامة نورد منها
أولا : آداب الأكل منفردا
أ - الآداب السابقة للطعام
1- يلزم أن يكون الطعام طيبا ، أى مكتسبا من حلال
2 - غسيل اليدين قبل تناول الطعام و كذلك بعده
و هذا يبرز حرص الإسلام على النظافة و الطهارة دائما
3 - يحبذ الإسلام أن يكون الطعام موضوعا على الأرض
إقتداءً بالنبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
و أن كان ليس هناك مانع من الأكل على المائدة
4- الجثو على الركبتين أو نصب الرجل اليمنى و الجلوس على اليسرى
كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
5 - أن يرضى الأنسان بالموجود من الطعام و ينوى بالأكل
وجه الله و التقوى على عبادته
ب - آداب حالة الاكل
1- يبدأ المسلم الأكل ببسم الله الرحمن الرحيم و يختم بالحمد لله و الدعاء المعهود
2 - الأكل باليمين و مما أمامه و أن يُصغر اللقمة و يجيد مضغها
3 – لا يمد المسلم يده للقمة ما لم يبلع الأخرى و كذا لا يذم مأكولا فأذا لم يعجبه تركه
4 - التمهل فى الطعام خاصة إذا كان ساخنا و لا ينبغى النفخ فى الطعام بغرض تبريده
لما فيه من نهى عن رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
5 - بالنسبة للفاكهة يمكن للفرد أن يقلب الطبق ليختار ما يأكل و يفضل أن يأكل وتراً
6 – لا يستحب الجمع بين الفاكهة و بذورها أو نواتها فى طبق واحد
جـ - آداب ما بعد تناول الطعام
1 - من الأدب الإسلامى الأمساك قبل الشبع
2 - غسيل الفم و اليدين بعد الطعام
3 - الدعاء المأثور بعد الطعام اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار
4 - إذا اكل المرء طعاما عند غيره يفضل أن يدعو له بالدعاء المأثور
و ليقل اللهم كثر خيره و بارك له فيما رزقته ، و يسر له أن يفعل فيه خيرا ،
و قنعه بما أعطيته ، و أجعلنا و إياه من الشاكرين
5 - اذا شرب بعد الطعام يستحسن مص الكأس و ليس عبه عبا كما يفضل
أن يشرب جالسا و لا يتنفس فى الإناء و فى حالة إذا كان الشرب
ضمن مجموعة فليبدأ بالذى في اليمين و لو كان أقل درجة و مكانة
ثانيا : آداب الولائم
ينظر الإسلام للمسلمين جميعا كأخوة متحابين متآلفين فى الله عز و جل لذا فإكرام الزائر
واجب شرعى فتقديم الطعام للأخوان الزائرين فيه فضل كبير و لكن له آداب منها :-
1- لا ينبغى للمرء أن يقصد قوما متربصا وقت طعامهم فتلك من المفاجأة المنهى عنها
فأذا تصادف و أن دخل على قوم وقت طعامهم فلا بد و أن يحس منهم برغبة أكيدة لإطعامه
و ليس خجلا منه
2- ترك التكلف و تقديم ما هو حاضر للضيف و عدم المبالغة من أجل المباهاة
3 - لا ينبغى للزائر أن يقترح أو يطلب طعاما بعينه
فربما يشق عليهم إحضار هذا الطعام له
ثالثا : اداب الضيافة
عندما يزور أنسان أخاه فيكون ضيفا عليه يرسم الإسلام عدة آداب
و هى بمثابة مراسم للضيافة و يمكن تقسيمها إلى ستة أقسام
و هى الدعوة ثم إجابة الدعوة ثم الحضور ثم تقديم الطعام ثم الأكل
و أخيرا الإنصراف
يحث الإسلام على الإستضافة و قد سُئل رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
ما الإيمان فقال :
إطعام الطعام و إفشاء السلام و الصلاة بالليل و الناس نيام
و هذا الحديث رغم قلة كلماته فأن معانيه البروتوكولية كبيرة و دلالته الأجتماعية أكبر
- من ناحية توجيه الدعوة يعلمنا الإسلام أنه ينبغى على الداعى أن يدعو الأتقياء دون الفساق
و يحض على توجيه الدعوة للأقارب لما فيه من صلة للرحم و لا يفضل توجيه الدعوة
لما يعلم أنه يشق عليه الإجابة
- وعن إجابة الدعوة ينبغى ألا تميز بن غنى و فقير لأنه من التكبر المنهى عنه شرعا
إلا إذا أحس المدعو أن الداعى غير صادق فى دعوته فيكن الإعتذار أو التعلل باية حجة
- و تتمثل آداب الحضور أن يدخل الدار و لا يتصدر فيأخذ أحسن المواضع
بل يتواضع و لا يتأخر عن موعد الدعوة و كذلك لا يتعجل بحيث يفاجئهم قبل تمام الإستعداد
و لا ينبغى أن يجلس فى مقابل حجر الطعام التى بها مكان النساء
و لا يكثر النظر الى الموضع الذى يدخل منه الطعام فهو دليل على الشره المذموم
و يخص بالتحية و السلام من يقرب منه إذا جلس جواره و يتبادل معه الحديث
- و عن آداب تقديم الطعام ينبغى على الداعى تعجيل الطعام و إذا تأخر أحد المدعوين
لا ينبغى إنتظاره أكثر من اللازم ففيه إنقاص من حق الحاضرين
و من الأداب الإسلامية عدم ضرورة إكثار الأصناف المقدمة
كما يفضل أن يكون اللحم مطهيا طهيا جيدا و إذا تعددت الأصناف على المائدة
فعلى صاحب الدعوة لفت نظر المدعوين لذلك حتى لا يأخذوا كفايتهم من صنف واحد ،
و من الأدب ألا يفرغ الداعى من طعامه قبل الضيوف و ألا يرفع أصناف الطعام
قبل أن يفرغوا تماما و يجب عليه أن يحجز قدرا من الطعام لأهل المنزل
حتى لا تكون أعينهم طامحة لرجوع شئ مما قدم للضيوف
- و أخيرا عن آداب الإنصراف بعد الطعام فيجب على الداعى توديع الضيف
حتى باب الدار و كذلك أستقبالهم و توديعهم بوجه بشوش و بالنسبة للضيف
يجب عليه أن ينصرف طيب النفس و أن جرى فى حقه تقصير
فلا يجب عليه إثارة المشاكل أو إفتعال ضجة
ثانيا : بروتوكول الحفلات و الولائم فى المجتمع الحديث
تعتبر الدعوة إلى حفل غداء أو عشاء من أكبر اللفتات الأجتماعية التى تعبر
عن تكريم و تقدير خاص للمدعوين ، و لمثل هذه الحفلات وظيفة أجتماعية هامة
فى المجتمع المعاصر تتمثل فى زيادة التعارف و التآلف بين الحاضرين
و فيما بينهم و بين الداعى و من ناحية أخرى تهيئة الجو بطريقة تتسم
بالبعد عن الرسميات الجامدة مما يسهل التعامل و يحقق المصالح المشتركة
و قد تأخذ هذه الحفلات طابعا رسميا و قد تأخذ الحفلات طابعا الإحتفاء من جانب واحد
مثل حالة الوفود التجارية و الثقافية
و ترسل الدعوات للحفلة مكتوبة بأسم الداعى أو بأسمه و أسم زوجته
و قد تكون شفهية ثم تؤكد ببطاقة دعوة و كل ذلك فى حالات الدعوات الرسمية
و يتعلق بهذه الحفلات بروتوكول الزى حيث يجب إرتداء أزياء معينة
أرتداء التايير للمرأة و السموكينج للرجل أو بدلة البونجور
و كل ذلك يخضع لنظام مستقر خاصة فى حفلات الغداء و العشاء الدبلوماسية و الرسمية
و أيضا طريقة خاصة فى تقديم مأكولات و مشروبات معينة
بترتيب و تنسيق خاص ليس هنا مجالا لذكره و الإسهاب فيها
ثالثا : مقارنة بين الإسلام و المجتمع الحديث فى آداب الطعام
ظهر لنا مما سبق إن للإسلام تقاليد و آداب أصيلة من جانب و متنوعة من جانب آخر
وضعها الإسلام قبل أكثر من 1400 سنة على حين أن البروتوكول الحديث
مع تطوره فى أوروبا لم يتبلور إلا منذ أوائل القرن التاسع عشر و بعد حروب
و خلافات سياسية حادة بين الدول و لكن الإسلام بربطه بين الإيمان و إطعام الطعام
أى أقامة الولائم و تركيزه على أكرام الضيف و نهيه عن التكلف
و التصنع بما لا يعبر عن حقيقة الوضع المالى للداعى و نجد عدة أختلافات
بين آداب الولائم فى الإسلام عن المجتمع الحديث نورد منها
1- ضرورة الفصل بين الرجال و السيدات على المائدة فلا يجلسون سويا
و إنما لكل مكان و مائدة مستقلة
2-عدم وجود عدة كؤوس للشرب حيث أن شراب المسلم هو الماء فقط
أو المشروبات غير الكحولية على حين تتعدد كؤوس الشراب فى المائدة الحديثة
و من السمات المشتركة نجد إكرام الضيف و حسن أستقباله و توديعه
و ترتيب الأسبقية وفقا للسن و المكانة الأجتماعية أو الدينية
و التحدث و التطلف مع من بجوارك عند الطعام و تعريف المدعوين بقائمة الطعام
و هناك قواعد طورها البروتوكول الحديث و لم تتعارض مع الإسلام مثل وجود
بطاقات للدعوة و أرسال خطابات شكر للداعى بعد الحفل و كذلك تقديم أصناف معينة
بترتيب محدد و هناك عادات للشعوب و تقاليد لا تعارض الشريعة الإسلامية
و أقرتها الشريعة و تركتها لأهل كل بلد إسلامي و لم تتدخل فيها
فمن الملاحظ أنه إذا كانت أصناف الطعام محدودة فى فجر الإسلام و كذلك تقاليده
بسيطة فأن ذلك مرجعه طبيعة الجزيرة العربية و حالة البداوة التى كان يعيشها العرب
آنذاك لذا فلا تثريب على المسلم فى تناول كل الطعام ما لم يكن هناك نهى عنه أو تحريم
فكل الطعام و الشراب حلال ( إلا ما حرمه الإسلام مثل الخنزير و الميتة .. ألخ )
و من ناحية المبدأ نجد الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
كان يحب الطعام الجيد و يأكل المشوى و القديد و الثريد
و كان يحب الحلوى و كان يتخير طعامه فلا يجمع بين حارين و لا باردين
و لا لزجين و لا قابضين و لا حامضين و لم يجمع بين لبن و لحم
و لم يشرب على طعامه لئلا يفسد المعدة
و كان يحب الماء البارد و المنقوع بتمر أو زبيب
فصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
معلم البشرية النبى الأمى الأمين و على آله و صحبه أجمعين
و فى إنتظار تعليقاتكم تقبلوا أحترامى
********************
اللهم أجعلنا من ورثة جنتك و أهلا لنعمتك و أسكنا قصورها برحمتك
و أرزقنا فردوسك الأعلى حنانا منك و إن لم نكن لها أهلا
فليس لنا من العمل ما يبلغنا هذا الأمل إلا حبك و حب رسولك صلى الله عليه و سلم
و اللهإنى لأحبكم فى الله
و لكم محبة
أخيكم / طارق الجيزاوى
الأسكندرية فى السبت 01 يناير 2011
|